عماد الدين أديب
حذرنا أمس الأول من تناقص الأمل داخل الرأى العام فى مصر، وفى اعتقادى أن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إطلاق رؤية مصر 2030 أضاء الكثير من حالات الأمل داخل النفق المظلم.
وهناك الكثير الذى يمكن أن يقال أو يناقش فى هذا الخطاب المهم، إلا أننى سوف أتوقف أمام نقطة جوهرية وإحساس راودنى طوال متابعتى لهذا الخطاب.
هذا الشعور هو الانطباع بأن الرئيس بينما كان يحاول زرع الأمل فى نفوس الشباب حول آفاق الغد، إلا أنه كان شديد الألم مما يعانى منه اليوم.
إنها معادلة شديدة التعقيد والصعوبة أن نبشر بالغد بينما أنت تعانى من اليوم.
الأزمة التى يعانى منها الرئيس هى أن إيقاعه أسرع من إيقاع من حوله، وأن قوة دفع مؤسسة الرئاسة أسرع وأقوى من بقية المؤسسات.
إنسانياً تشعر وكأن الرجل يصرخ فى وادٍ بينما كثير من القوى وتيارات النخبة السياسية والتنفيذية تعيش فى وادٍ آخر.
وكأن ساعة الرئيس التى تستشعر خطورة ضغط الوقت مختلفة تماماً عن ساعات يد العديد من مساعديه.
عادة تكون المشكلة أن رأس هرم السلطة فى البلاد لا يستشعر هموم من هم فى القاعدة لذلك تقوم الثورات وتسقط مشروعات استمرار الدولة.
الأزمة التى نحياها منذ فترة هى عدم تعامل حلقة الوسط ما بين الرئيس والقاعدة من أجل التوجه بقوة وسرعة ونزاهة ووعى نحو مشروع الإصلاح الشامل.
هذه الفجوة بين مشروع الرئيس الطموح وبين بقية مؤسسات الدولة هى أكبر خطر يهدد تحقيق أحلام ثورة 30 يونيو التى تسعى لانتشال المصريين من آثار تراكم سوء الخدمات والفقر والمرض والبطالة.