عماد الدين أديب
لا يمكن القول -بموضوعية شديدة- إن مصر اليوم أفضل اقتصاد فى العالم.
ولا يمكن القول إن مصر تقدم أفضل خدمات فى التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية.
ولا يمكن القول إن معدل التنمية فى مصر اليوم هو من المعدلات المقبولة بالمقاييس الدولية.
ولا يمكن القول إن تصنيف الاقتصاد الوطنى المصرى خال من المخاطر ومشجع على جذب الاستثمار المباشر.
لا يمكن القول إن المؤسسات الإدارية الحكومية «لطيفة» و«لذيذة» وتدافع عن الصالح العام دون أن تقع فى محظور «كسر نفس» البنى آدم الغلبان.
لا يمكن القول إن السلع الأساسية فى بلادنا متوافرة بأسعار فى متناول السواد الأعظم من ملايين البسطاء الكادحين.
لا يمكن القول إن حالة الحوار المجتمعى فى مصر تسير بشكل حضارى دون السعى إلى النفى والإقصاء والاغتيال المصرى.
لا يمكن القول إن المرور فى شوارع المدن الكبرى يسير بحالة انسياب وسهولة.
لا يمكن القول إن أسعار الجاز والغاز والبنزين والسولار والكهرباء والماء فى متناول يد ملايين المصريين.
لا يمكن القول إن «الضمير العام» للنخبة فى مصر فى حالة توهج وحرص على المصالح العليا للبلاد والعباد.
لا يمكن القول إن معدلات الجريمة فى البلاد عادية، وإن ازدياد معدلات الانتحار تتفق مع المعدلات العالمية.
لا يمكن القول إن المصرى يذهب إلى فراشه فى آخر الليل وهو أكثر تفاؤلاً بأن غداً سيكون بإذن الله أفضل من يومه هذا الذى انقضى بصعوبة بالغة.
رغم ذلك كله، فإن مصر هى معجزة حية بكل المقاييس لأنها قادرة دوماً على أن تتجاوز الهزائم العسكرية، والمتاعب الاقتصادية، والاضطرابات الداخلية.
رغم ذلك كله مصر هى الحضن الكبير الذى يحتضننا جميعاً ويحنو علينا رغم المصاعب الاستثنائية التى تواجهنا.
مصر كما تقول الأغنية ستظل دوماً «فيها حاجة حلوة»، إنه شىء سحرى يعطينا طاقة لا نهائية من الصبر والأمل.
فعلاً.. فيها حاجة حلوة