عماد الدين أديب
السؤال الذى يجب أن تطرحه كل القوى الوطنية على نفسها الآن هو: كيف يمكن مساندة الرئيس الجديد الشرعى المنتخب بأغلبية شعبية كاسحة؟
المسألة لا تتعلق فقط بشعبية المشير السيسى الطاغية، أو لأن البعض رشحه أو لم يرشحه أو لم يذهب إلى التصويت، لكن المسألة هى مسألة «وطن» قبل أن تكون مسألة «رئيس».
ولأنها مسألة وتحدى وطن يريد إعادة بناء الدولة، وتحقيق الأمن والاستقرار، وإنقاذ الاقتصاد شبه المنهار والمهدد، فإن الجميع -وأقصد بذلك الجميع- عليه أن يضمن نجاح المشير السيسى فى مهمته.
مهمة المشير السيسى هى مهمة إنقاذ وطن، وإعادة بناء دولة، وإصلاح مؤسسات عشش فيها الفساد.
هذه المهمة تنوء بحملها الجبال، فما بالنا بإنسان لا يملك سوى حلم وأمل ودعم ودعاء وتأييد الملايين.
إن المشير السيسى مثل قائد طائرة تحمل 94 مليون مصرى يطير بها فى جو شديد التقلب وسط أعتى عواصف رعدية يمكن أن تواجهها، والطائرة ذات حمولة زائدة والمحركات أضعف من تحمّل هذا الوزن الزائد.
واجبنا نحن ركاب الطائرة ألا نعرّض سلامة الطائرة والركاب إلى الخطر.
قائد الطائرة إن نجح فى أن يحقق لنا هبوطاً سالماً على أرض الأحلام فقد نجا ونجونا معه، وإذا حدث العكس -لا قدر الله- أصبحنا فى خطر عظيم للغاية.
دعم الرئيس الجديد هو بالتعاون معه فى القضايا الوطنية التى لا خلاف عليها مثل تحقيق الأمن والاستقرار وبناء المؤسسات وإنقاذ الاقتصاد الوطنى.
ودعم الرئيس لا يعنى التوقيع له على ورقة بيضاء، ولكن فى النصح وتقديم المشورة والتعاون الجدى فى العمل أكثر من الشكوى والتذمر والكلام الذى يسعى إلى تسجيل المواقف وليس الفعل الإيجابى الذى يبنى المستقبل.
مصر لا تتحمل هدم نظام رابع فى عامها الرابع عقب الثورة.
لقد أسقطنا نظام مبارك، وهتفنا ضد المجلس العسكرى، وعزلنا الدكتور مرسى فى 42 شهراً وهو رقم قياسى فى تاريخ الشعوب المعاصرة!
مصر تحتاج أكثر ما تحتاج إلى استقرار حاكم وحكومة وبرلمان فى ظل اقتصاد صحى وأمن حقيقى.