عماد الدين أديب
بدأت أولى ملامح الخطة القذرة لجر جيش مصر إلى معارك عسكرية خارج حدوده!
وليس سراً أن تزامن تصاعد العمليات فى العريش وسيناء، وإعلان أنصار بيت المقدس مسئوليتها عن الهجوم على كمين الفرافرة، ثم تفجير خط غاز العريش، ومحاولة تفجير مديرية أمن بورسعيد، كل ذلك محاولات لجر مصر إلى عمليات عسكرية تضطر قيادة الجيش المصرى إلى مهاجمة مصادر الإرهاب الرئيسية.
مصادر الإرهاب الرئيسية تأتى من الصحراء الليبية التى أدخلت 15 مليون قطعة سلاح من مخازن سلاح القذافى، ومصادر الإرهاب تأتى عبر البحر من السودان التى يتم بها تجهيز مراكب السلاح والذخيرة، ومصادر الإرهاب تأتى عبر الأنفاق من غزة، حيث يتم تهريب السلاح والذخيرة والقتلة المدربين.
الخطة أو المؤامرة هى جر جيش مصر إلى القتال خارج حدوده الدولية فى صحراء ليبيا، وعلى حدود رفح، وفى البحر الأحمر قبالة السواحل الدولية للسودان.
حينما يتم استدراج جيش مصر إلى معارك برية فى أراضٍ غريبة عنه، وفى أرض قتال لم يعتد عليها، ومع خطوط إمداد وتموين طويلة وممتدة ومرهقة يكون جيش مصر قد ابتلع الطعم.
مطلوب أن يدخل جيش مصر حرب يمن أخرى لتكلف خزانته العزيز والغالى بشكل يستنزف كل مشروعات الإصلاح الاقتصادى الذى حلمت به جماهير شعب مصر الصبور.
يحدث ذلك فى وقت تشترط فيه حماس ألا يتم قبول مبادرة التهدئة المصرية، وتطالب قطر بعمل ميناء دولى فى غزة، للحد من أهمية الدور المصرى فى فتح وغلق المعابر.
ما يحدث هذه الأيام هو مهزلة بامتياز تديرها قوى شريرة، فقدت عقلها ومصداقيتها. تسعى إلى إضعاف الدور المصرى عبر توريط جيشه فى حرب بيزنطية تستنزف الأرواح والموارد والطاقات.
المطلوب من بعض الحناجر الملتهبة فى مصر التى تنادى بالدور القومى العربى للقاهرة أن تفكر بعمق كى تتفهم الفارق الجوهرى بين «دعم الشقيق» أو ابتلاع طعم المؤامرة.