فى دعوة على عشاء محدود، التقى صحفى عربى مع مسئول حالى فى البيت الأبيض، ودار بينهما حوار ساخن، ننقل إليكم بعضاً مما جاء فيه:
الصحفى: هل ما زالت الإدارة الأمريكية الحالية تتبنى نظرية «الفوضى الخلاقة» التى اخترعتها إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش؟
المسئول الأمريكى: نعم، ولكن مع بعض التعديلات التى فرضتها التغييرات فى المنطقة!
الصحفى: هل يمكن أن تشرح لنا جوهر تلك النظرية؟
المسئول: نظرية الفوضى تقوم على فكرة أن دول المنطقة العربية تعانى من أخطاء هيكلية فى تركيبة أنظمة الحكم فيها، لذلك لا بد من تشجيع كل القوى التى تسعى إلى تفكيكها ثم مساعدتها فى إعادة بنائها.
الصحفى: وما الأخطاء التى ترونها فى الأنظمة العربية؟
المسئول: هذه الأنظمة تعانى من 3 إشكاليات رئيسية:
أولاً: نظم الحكم فيها استبدادية فاقدة للشرعية.
ثانياً: فقدان المواطن الحريات الأساسية سياسياً واجتماعياً.
ثالثاً: انسداد كل احتمالات الانتقال المدنى السلس والسلمى للسلطة بشكل ديمقراطى.
الصحفى: هل يمكن أن تضرب نموذجاً ساعدتم فيه عملية انتقال السلطة؟
المسئول: انظر إلى العراق..
الصحفى (مقاطعاً): يا رجل! العراق مهزلة المهازل، لأنها تعيش حالة من الفوضى القبلية والطائفية والمذهبية بشكل غير مسبوق فى تاريخها.
المسئول: لكن الولايات المتحدة تساعد العراق بكل قوتها كى تبنى دولة عصرية.
الصحفى: هل تساعدون الدولة المركزية أم تساعدون طائفة بعينها؟
المسئول: لا، نحن مع الدولة المركزية القوية.
الصحفى: لقد مزقتم الجيش المركزى وحولتم العراق إلى ميليشيات طائفية ومتحاربة.
المسئول: نحن نسعى إلى القضاء على «داعش».
الصحفى: لقد شجعتم الشيعة فى العراق لأنكم أصبحتم تؤمنون بأن الخطر الآتى فى المنطقة يأتى من التطرف السنى وليس التطرف الشيعى.
المسئول: لكننا نقصف «داعش» يومياً.
الصحفى: ولماذا سمحتم بقيام تركيا باختراع «داعش» وتدريبها وتسليحها.
المسئول: هذه إشاعات كاذبة.
الصحفى: والسكوت على استمرار نظام الأسد؟
المسئول: نحن أعلنا رفضنا للأسد ونظامه.
الصحفى: وهل حواركم النووى مع إيران سوف تكون فيه صفقة حول سوريا والعراق ولبنان واليمن؟
المسئول: من الأفضل أن يقف الحوار عند هذا الحد، ودعنا نستمتع بالعشاء!