عماد الدين أديب
رفض رجل الأعمال، وأحد مرشحى معركة الرئاسة عن الحزب الجمهورى، دونالد ترامب، المشاركة فى مناظرة سياسية مع بقية منافسيه بالحزب فى ولاية «أيوا».
وعلل «ترامب» رفضه المشاركة فى المناظرة التى نظمتها قناة «فوكس» اليمينية بالاشتراك مع أكبر محرك بحث على الإنترنت فى التاريخ وهو «جوجل» بأسباب غريبة.
وقال «ترامب» إن إحدى المذيعات، قررت قناة فوكس اختيارها لإدارة المناظرة وتُدعى «ميجان»، دائمة العداء له وإنها لا تعامله صحفياً بإنصاف، وفُهم من كلام ترامب كأنه يشترط إقصاءها.
وبالطبع أصرت القناة على اختيارها ورفضت مبدأ مقايضة حضور ترامب بإبعاد الصحفية.
أصرت القناة، وأصر ترامب، وأدارت «ميجان» الحوار بدون حضور ترامب الذى لم يهتم بالزخم الإعلامى الذى يوفره كل من «فوكس» و«جوجل» له.
ويحاول دائماً «ترامب» اتباع سياسة البراجماتية الشديدة فى الإنجاز، وهو مبدأ يتأثر به كونه رجل أعمال معروفاً بالشراسة والشراهة.
وفى ذات الوقت يسعى «ترامب» إلى الظهور بشخصية الرجل ذى المبادئ الذى يسعى دائماً للدفاع بقوة عن كرامته الشخصية تحت شعار: «من لا يدافع عن حقوقه الشخصية غير مؤهل للدفاع عن الولايات المتحدة الأمريكية حينما يصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية».
بهذه التوليفة التى تجمع بين القوة والتهور والعملية والبراجماتية والأخلاقية يستمر دونالد ترامب فى جذب أصوات الرأى العام الأمريكى بشكل عام، ويحظى بتفوق كبير وفارق واسع بينه وبين جميع من يسعون للترشح والحصول على لقب مرشح الحزب الجمهورى لسباق الرئاسة. يبدو أن المجتمع الأمريكى المتأثر بالبطل الأسطورى سواء كان الكاوبوى، أو المحارب التقليدى، أو العميل الذكى الجبار المزود بأحدث التقنيات، يفتقر هذه الأيام إلى صورة هذا البطل فى البيت الأبيض.
هناك خيبة أمل كبرى داخل مشاعر قطاعات متعددة من الأمريكيين فى أسلوب إدارة باراك أوباما لشئون البلاد وافتقاره إلى سياسة القوة المعتادة لدى رئيس أكبر دولة فى العالم.
كل مرشحى الحزب الجمهورى أجمعوا على أن رئاسة «أوباما» أفقدت الولايات المتحدة هيبة القوة، وأدت إلى ضعف أداء القوات المسلحة الأمريكية التى انخفض سلاحها الجوى من 8 آلاف مقاتلة إلى 4 آلاف، وانخفض سلاحها البحرى إلى النصف، وأصبحت مشاركتها فى العراق وسوريا مجرد «تمثيل بروتوكولى» غير فعال. لذلك كله يصبح دونالد ترامب هو بطل اللحظة إذا ما قورن بباراك أوباما.