عماد الدين أديب
لدينا أكثر من سبعة ملايين مصرى يعملون منذ سنوات فى العالم العربى، ورغم ذلك ليس لدينا خبراء متخصصون يفهمون هذا الملف.
هناك بعض الخبراء الذين يكتبون فى الصحف الإسرائيلية يفهمون ويقدمون تحليلات عن الأوضاع الداخلية فى سوريا والعراق ولبنان والسعودية أفضل من أى محلل سياسى مصرى.
فهمنا ليس على مستوى مصالحنا العميقة!
مثلاً، دعونا نسأل كم محللاً أو خبيراً مصرياً يفهم فى أصول التركيبة العرقية والقبلية للعائلات السعودية فى مناطق نجد والحجاز وعسير؟
على سبيل المثال: كم محللاً أو خبيراً مصرياً يفهم بعمق التقسيمات المذهبية لعشائر العراق وطبيعة امتداداتها فى العراق وشبه الجزيرة العربية؟ وبالنسبة لليبيا التى تمتلك حدوداً واسعة معنا.. كم خبيراً مصرياً يفهم جذور القبائل الليبية وارتباطها بالقبائل العربية فى مصر وطبيعة العلاقات المتشابكة بين البلدين؟
إننى أسأل: كم خبيراً مصرياً يفهم تركيبة الطوائف فى لبنان ويستطيع تقدير الوزن النسبى لكل طائفة على خارطة البلاد؟
بدون هذا الفهم لن نتمكن أبداً من الإدارة الحكيمة والواعية لملف علاقاتنا العربية فى المستقبل القريب.
علاقات مصر العربية لم تعد الآن، فى زمن الأزمة الاقتصادية والتوتر الإقليمى، مجرد سياسة خارجية، بل أصبحت من صميم المصالح الداخلية المصرية.
المسألة ليست مجرد أن تصدر بيان تأييد لدعم دولة صديقة دون أن تدرك أبعاد وردود فعل هذا التأييد، والمسألة ليست مجرد نجدة الأصدقاء فى حالة حدث توترات أو نزاعات إقليمية دون أن نعرف أبعاد هذه التوترات.
المسألة تحتاج وجود مجموعة عربية فى مراكز صناعة القرار فى مصر. إنه من المؤسف أن البعض من الخبراء فى مصر يحصلون على مصادر معلوماتهم حول الشئون الدقيقة فى العالم العربى من مصادر إسرائيلية أو أميركية!
«عيب قوى»!