بقلم : عماد الدين أديب
ما الدور الوظيفى للسياسى؟
حتى نجيب عن هذا السؤال، علينا أن نفهم -أولاً- تعريف السياسة.
علمنا الدكتور عز الدين فودة، عملاق أساتذة العلوم السياسية فى مصر «أن كبار فلاسفة أثينا القديمة أرسطو وسقراط وتلاميذهما اتفقوا على أن علم السياسة هو علم الرئاسة».
ومن أفضل التعريفات التى استمعت إليها عن الدور الوظيفى للسياسى هو ما صرح به القيادى فى الحزب الجمهورى الأمريكى «فريد مالك» الذى قال «إن السياسة هى علم الإضافة وليس علم الخصم».
وكان مالك يعقب أمس الأول على تصريحات المرشح الجمهورى دونالد ترامب النارية والقاسية التى وصلت إلى درجة القذف والسباب ضد منتقديه سواء من الحزب الديمقراطى المعارض له أو الحزب الجمهورى الذى ينتمى له».
كان مالك يحذر وينصح ترامب بأن العمل السياسى يقوم على مبدأ استمالة الخصوم وعدم خسارة الحلفاء والأصدقاء.
من هنا كان يتحدث «مالك» عن أن السياسة هى علم «الإضافة» أى تضيف أنصاراً وليس علم «الخصم» أى أن يخصم من حساب مؤيديك، أى مناصر لك.
وإذا كان علم السياسة هو علم الرئاسة، فهو علم القيادة، والقائد الناجح هو الذى يمزج بين «الرضا» و«القوة»، أى أن يرضى من يحكمهم وأن يدافع عن مشروع الدولة بقوة القانون.
والسياسة لا تعرف الصداقة الدائمة أو العداء الدائم، لكنها تعرف المصالح الدائمة.
قد يحدث بين الزوج وزوجته طلاق نهائى لا يعرف الرجعة، ولكن فى السياسة دائماً هناك الباب المفتوح للحوار العلنى، أو القناة الخلفية للوساطة من أجل تحقيق المصالح العليا للدولة.
نحن دائماً، وفى كل الأوقات بحاجة دائمة إلى عدم التوقف عن البحث عن البدائل والوسائل التى «تضيف» الأنصار فى الداخل أو الخارج وتسعى إلى كسب الأصدقاء وتقليل عدد الخصوم أو تحييد الأعداء على أقل تقدير.