بقلم ـ عماد الدين أديب
ما هو الفارق بين «العقل المنفتح» و«العقل المنغلق»؟
شغلنى هذا السؤال طوال عمرى، وحاولت دائماً أن أبحث عن إجابة شافية له من خلال أبحاث وكتابات فلاسفة، أو من خلال الضيوف الذين سمحت لى تجربة عملى أن ألتقى بهم.
وجدت أفضل الإجابات لدى أستاذى وأستاذ الأجيال الدكتور زكى نجيب محمود، أستاذ علم المنطق، وأحد المفكرين المصريين العظماء الذين لم يحصلوا على حقهم المناسب من التقدير.
وحينما طرحت السؤال على أستاذنا، أجاب على الفور: «العقل المنغلق هو العقل الذى يشخصن أى مسألة، أما العقل المنفتح فهو الذى يفصل المسألة عن صاحبها».
العقل المنغلق: عقل ثأرى، عبثى، عدمى.
العقل المنغلق لا يعتمد على العلم الصحيح، أو قاعدة البيانات الصحيحة، أو الإحصاءات الدقيقة ذات المصادر المعتبرة.
العقل المنغلق يسعى أساساً إلى التحريض وليس إلى الحوار.
العقل المنغلق يسعى لهزيمة الآخر بصرف النظر عن مدى رجاحة فكرته وصوابية رأيه.
العقل المنفتح هو الذى لا يحاسب صاحب الرأى على حزبه أو دينه أو مذهبه أو طبقته أو اختياراته الفكرية.
العقل المنفتح يسعى دائماً إلى فهم الآخر بموضوعية حتى لو كان أكبر خصم سياسى له.
العقل المنفتح هو الذى يتعامل مع أى موضوع من منطلق التلميذ الساعى إلى المعرفة، وليس من منطلق الأستاذ المتعالى الذى يمتلك الصواب المطلق والحقيقة الكاملة.
العقل المنفتح هو الذى يعرف أن المعرفة لا نهاية لها، والعلم له دورة دائمة من التطور والتجدد.
العقل المنفتح هو الذى لا يسجن نفسه فى قوالب جامدة تجعله أسير رؤية واحدة تمنعه من التطور والإصلاح.