بقلم : عماد الدين أديب
بدأت صباح أمس الأحد معركة انتخابات اختيار نواب البرلمان الألمانى وهى معركة ذات أهمية خاصة لأنها تعكس معركة سياسية للمجلس التشريعى لأهم قوة اقتصادية فى الاتحاد الأوروبى ولدولة من أهم دعائم الاستقرار فى العالم كله.
وتدخل السيدة أنجيلا ميركل، مستشارة ألمانيا، هذه المعركة لرابع مرة متتالية فى حياتها.
ويتوقع أن يفوز حزبها بأغلبية واضحة بحيث يحصل وحده على 34٪ من المقاعد على الأقل أمام 6 أحزاب منافسة.
وتشير الدلائل إلى أن هناك مشاركة قوية لكثير من الناخبين الذين يبلغ عددهم 61٫5 مليون ناخب.
وتعتبر السيدة ميركل واحدة من أقوى الشخصيات السياسية على المسرح العالمى منذ 25 عاماً وأقوى شخصية سياسية فى ألمانيا منذ هيلموت شميت، مستشار ألمانيا الأسبق.
وتأتى أهمية السيدة ميركل لعدة أسباب يمكن إجمالها على النحو التالى:
أولاً: أنها مهندسة الحفاظ على النمو الاقتصادى المطرد الذى تشهده بلادها مما جعلها أقوى قوة اقتصادية فى أوروبا والدولة الأكثر تأثيراً على البنك المركزى الأوروبى.
ثانياً: أن ألمانيا، عقب استفتاء البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبى أصبحت القوة الأعظم فى أوروبا.
ثالثاً: أن ألمانيا فى عهد ميركل كانت «حبل الإنقاذ» الذى انتشل اقتصادات: اليونان وإسبانيا والبرتغال من الإفلاس، ولولا الدعم المالى الألمانى لهذه الدول لواجهت اقتصادات هذه الدول انهياراً محققاً.
رابعاً: أن السيدة ميركل قامت باتخاذ موقف سياسى أخلاقى تاريخى حينما فتحت أبواب بلادها لأكثر من مليون مهاجر سوف يكلفون اقتصادها 28 مليار يورو فى الوقت الذى أغلقت فيه الكثير من الدول أبواب الهجرة فى وجوههم.
نجاح ميركل يعنى بقاء أوروبا قوية وموحدة ويعنى وجود زخم إنسانى وأخلاقى يدعم أزمة المهاجرين، ويعنى استقراراً حقيقياً فى الاقتصاد الأوروبى والعالمى.