بقلم : عماد الدين أديب
فى الجمعية العامة وفى الدورة رقم 72 للأمم المتحدة، وفى يوم واحد، تحدث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى.
ومن خلال ما قيل على لسان الزعماء الثلاثة، ومن خلال تحليل علمى لمضمون ما قيل، نحاول الإجابة عن هذا السؤال أين تقف سياسة مصر الخارجية من الموقف الأمريكى المعلن، والموقف الأوروبى المعلن الذى جاء على لسان «ماكرون»؟
أيهما أقرب لمصر أمريكا أم أوروبا؟
دون تنظير أو فلسفة أو تعسّف تعالوا نتأمل موقف «ترامب» وموقف «ماكرون» كما جاء فى كلمتيهما أمس الأول:
1- قال ترامب إن بلاده على استعداد فى حال التهديد أن تدمر كل كوريا الشمالية، بينما أكد ماكرون أنه ما زال يؤمن بأن التعامل مع كوريا الشمالية يجب أن يتم عبر التفاوض.
2- فى ليبيا عرض ماكرون دور بلاده فى الوساطة السياسية والمساعدة على تأمين انتخابات وتحقيق الاستقرار، بينما ركز ترامب على العمل العسكرى.
3- فى سوريا وصف ماكرون الرئيس السورى بأنه «مجرم»، بينما ركز ترامب على مقاومة الإرهاب والحل السياسى.
4- فيما يختص بالاتفاق النووى مع إيران، وصفه ترامب بأنه أسوأ اتفاق قامت به الولايات المتحدة، وحذر أنه سوف يتخذ موقفاً منه فى القريب العاجل، بينما حذر ماكرون من إلغائه أو تجميده، وأشاد به على أساس أن استمراره حتى عام 2025 يحقق السلم الدولى، واعتبر أن المساس به خطر كبير.
5- بالنسبة لاتفاقية حماية البيئة المعروفة باسم اتفاقية باريس لحماية البيئة، ما زال ترامب يتلاعب بالألفاظ، ويتحدث عن الخروج منها، بينما يعتبر ماكرون أن بلاده وقارة أوروبا راعية قوية لها.
6- اتفق ترامب وماكرون بعبارات تقليدية حول السلام الإسرائيلى - الفلسطينى، وضرورة مواجهة الإرهاب.
والمتأمل لكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى سوف يكتشف أن الموقف المعلن المصرى أقرب بشدة إلى الموقف المعلن على لسان ماكرون، وأبعد بشدة عن الموقف المعلن على لسان ترامب.