بعد الأزمة الخروج من المادية إلى الروحانية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

بعد الأزمة: الخروج من المادية إلى الروحانية!

بعد الأزمة: الخروج من المادية إلى الروحانية!

 لبنان اليوم -

بعد الأزمة الخروج من المادية إلى الروحانية

عماد الدين أديب
بقلم - عماد الدين أديب

من أهم التغيرات الجوهرية المفصلية التى تشهدها البشرية الآن التغير فى السلوك الإنسانى من «المادية» إلى «الروحانية».

طغى الإنسان وتجبر واعتقد أنه قادر بسلطان العلم، وسطوة المال، وثورة الاتصالات، وعبقرية التكنولوجية المتقدمة، على إدارة شئون الحياة، والسيطرة الكاملة على الحاضر والمستقبل.

الآن يعيش أكثر من نصف سكان كوكب الأرض فى 205 دول محتجزين، إما طوعاً أو بالأمر، فى بيوتهم، بداخلهم شعور عظيم بالعجز والخوف والشك والقلق غير المسبوق.

الآن، والآن فقط، عرف «الإنسان» حقيقة ضعفه إزاء الطبيعة، وسطوة الأوبئة، وفوق ذلك كله عرف أنه مهما طغى فى سلطان القوة فهو مجرد ذرة فى صحراء، وقطرة فى بحر أمام قدرة خالق هذا الكون.

الآن، لأول مرة، يجلس الإنسان حبيساً مع عقله ونفسه وروحه ويعيد النظر فى أعماق الأعماق ويعيد حساباته فى هذه الحياة.

الآن يدرك الإنسان أن الراتب الثابت المضمون، والحساب البنكى ذا الفوائد، وبطاقة التأمين الصحى الخاصة به وبأسرته، والعضوية فى أكبر النوادى الرياضية والاجتماعية، والبيت الكبير، والشاليه الصيفى، كل ذلك ليس هو «بوليصة تأمينه» فى هذه الحياة.

باختصار يدرك إنسان اليوم أن الماديات لا تعنى السلامة، ولا راحة البال، ولا السلام الداخلى مع النفس.

إنسان اليوم، ابن ثقافة الحضارة المادية الغربية، يعيد تقليب حساباته وقناعاته.

إنسان اليوم، مأزوم، لأنه استبدل رب الكون برب العمل، وثواب الآخرة بفوائد البنك، ورضاء السماء بنفاق أهل الأرض.

إنسان اليوم، عاش كثير الكثير من المادية، مقابل قليل القليل من الروحانية.

ولكن ما هى «المادية» وما هى «الروحانية»؟

التفكير المادى قام فى أوروبا لإثبات أن المادة وحدها هى القادرة على خلق التقدم فى كل المجالات، وهى مفتاح السعادة الوحيد للإنسان فى كل زمان ومكان.

وبعد الحرب العالمية الثانية ازدادت هذه الاتجاهات وتطورت إلى نزوع وجودى قوى بعيد عن الفكر والسلوك الروحانى.

أما «الروحانية» فهى متأثرة بالفكر المسيحى الكنسى فى أوروبا خلال القرون الوسطى التى دعت إلى «تغذية النور الكنسى مقابل الفكر المادى المظلم». وقامت على فكرة «نفخ الإله للحياة فى الكائنات» لذلك يتعين أن يتربع الخالق فى عقل وروح الإنسان لكونه مصدر الخلق.

وقد تنبه الكاتب والمفكر الفذ د. طه حسين إلى هذه المسألة فى كتابه القيم «مستقبل الثقافة فى مصر» حينما قال: «إن الحضارة الأوروبية مادية مسرفة فى ماديتها لا تتصل بالروح وهى من أجل ذلك ستظل فى شقاء».

ومصطلح «الروحانية» يشتق من لفظة «الروح» المشتقة من الفرنسية، المشتقة بدورها من اللاتينية وهى تعنى «الروح والنفس» وتعنى أيضاً «التنفس».

وكل من الماديين والروحانيين وقع فى منزلق التطرف الشديد.

الماديون ذهبوا فى نظرتهم لسيادة الفكر المادى واعتبار الإنسان بلا روح أو مصدر أقوى للدعم واللجوء إليه.

الروحانيون تطرفوا إلى حد تفسير كل السلوك الإنسانى على أنه سلوك غير إرادى، ووصلوا إلى السلوك «الكهنوتى» أو «الدروشة» التى تسلب الإنسان مسئوليته عن العمل والخلق والخيال الإبداعى والجهد الإنسانى.

وقد وصل العقل الدينى الإصلاحى إلى اعتبار الروحانية الحديثة أنها سلوك يؤمن بقدرة ومسئولية للإنسان، لكنها سلوك مؤمن بقدرة الخالق الذى يتجاوز كل الإرادات وكل الماديات لأنه القوة المطلقة والحق المطلق.

ها هو إنسان اليوم، يعود إلى تقييم طغيان المادية على حياته من ناحية، وضعف الكفاءة وسيطرة التواكل على سلوكياته من ناحية أخرى.

إن حالة الضعف الحالية خلقت شعوراً بالعجز لدى إنسان اليوم، مما يجعله يعيد النظر فى مدى قدرته «كسوبر مان» خارق قادر على أى شىء وكل شىء.

وإذا كان مجتمع ما بعد الكورونا سوف يعيد النظر فى بعض الحكام، والحكومات، والأنظمة، والقيم والمعايير والسلوكيات والاقتصادات، فإنه سوف يعيد إلينا «البحث داخل الذات» والعودة العاقلة إلى الروحانيات.

وهذه المسألة هى الجانب الأكبر إيجابية فى أزمة الوباء التى نحياها الآن.

لذلك كله ندعو الله بالهداية، وندعوه: «اللهم لا تُحمِّلنا ما لا طاقة لنا به».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد الأزمة الخروج من المادية إلى الروحانية بعد الأزمة الخروج من المادية إلى الروحانية



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon