ثورة لإنقاذ الدولة أم إسقاطها
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ثورة لإنقاذ الدولة أم إسقاطها؟

ثورة لإنقاذ الدولة أم إسقاطها؟

 لبنان اليوم -

ثورة لإنقاذ الدولة أم إسقاطها

بقلم : عماد الدين أديب

إجابة سقراط: «الشعور بالظلم»، وإجابة «أفلاطون»: «الشعور بعدم الإنصاف»، وإجابة «نابليون»: «الشعور بالغضب»، وإجابة «هتلر»: «الشعور بعدم القدرة على التعبير»، وإجابة روزا لوكسمبرج: «للانتصار بعدما نقع فى سلسلة هزائم».

باختصار، يمكن القول: إذا رضى الناس عن حياتهم حافظوا عليها، وإذا شعروا بعدم الرضا إلى حد السخط خرجوا إلى الشوارع مطالبين برحيل من ظلمهم أو قصّر فى حقوقهم أو استبدّ بهم.

إنها معادلة بسيطة لا تحتاج لعبقرية:

«الرضا يعنى الاستقرار».

«والسخط يعنى الاحتجاج».

أهم عنصر فى هذه المعادلة أن يكون السخط مبرراً، وأن تكون الحركة ضد الظلم:

1- عن حق.

2- عن وعى.

3- عن كفاءة.

كثير من حركات الاحتجاج ضلت الطريق، أو تم اختطاف ثورتها النبيلة لمصالح قوى شريرة لا تبتغى إلا السلطة المطلقة.

تعالوا نتأمل حركة احتجاج الشارع فى الجزائر، السودان، العراق، لبنان، سوريا، هونج كونج، إيران، أوكرانيا، تونس، مصر.

فى كل مرة توجد دوافع حقيقية للغضب، مجموعة ثائرة نبيلة تهدف لرفع المظالم، شعور حقيقى بالغضب والظلم لا يقابله خبرة فى إدارة الغضب الشعبى، ينتهى الأمر إلى قيام قلة محترفة مدربة ذات نوايا شريرة إلى اختطاف الحراك الجماهيرى من أجل مشاريعهم الخاصة التى غالباً ما تكون مرتبطة بمشروع تخريبى إقليمى يتوافق مع مصالح القوى العظمى.

الغاضبون يريدون تغيير الحكومة.

الثوار يريدون تغيير النظام.

المخربون الذين يختطفون حركة الشارع يريدون إسقاط الدولة الوطنية، لذلك دائماً يتعين فهم مقولة جولدمان «إن الثورة هى فكرة تحولت لعمل».

لذلك من الخطأ الشديد عدم القيام بتحليل دقيق للتطور السلوكى لحركة الشارع بشكل زمنى متدرج، بمعنى تحليل أداء الثوار فى البدء، وفى الوسط، ثم فى الخاتمة.

حركة الشارع فى أى زمان ومكان ليست شيئاً واحداً، من قوى واحدة، من تيار واحد، بأداء واحد، باتجاه واحد، ينتظر أن تنتهى إلى نتيجة واحدة متفق عليها.

مثلاً، شباب 25 يناير 2011 ابتدأوا فى ظهيرة هذا اليوم بتظاهرة أمام مبنى القضاء العالى من أجل إعادة التحقيق فى شأن الشاب خالد سعيد، بعد 4 ساعات انتقلوا للتحرير، فى آخر الليل تعدوا الـ15 ألفاً، بعد 48 ساعة طالبوا بسقوط النظام، وبعدها بـ24 ساعة طالبوا برحيل الرئيس.

مثلاً شباب تونس خرجوا يحتجون على المظالم الاجتماعية بعد إحراق الشاب البوعزيزى لنفسه بعدما رفضوا تجديد رخصة عربة البيع وبعد إهانة شرطية له، تحول الموضوع من تظاهرة فى قرية إلى مدينة إلى العاصمة، حتى تمت المطالبة برحيل زين العابدين بن على.

هنا أيضاً لا بد من تذكر مقولة عزت بيجوفيتش الخالدة إن الذى لا يعرف التدين الصحيح لن يعرف أبداً الثورة.

فى لبنان قام وزير الاتصالات السابق محمد سعيد بتقديم مشروع بفرض عشرة دولارات كرسوم لاستخدام «الواتس آب» فخرج الشباب فى بيروت وطرابلس وصور ضد وزارة الاتصالات، وتحول الغضب ضد الحكومة كلها، ثم ضد النظام، ثم جاءت العبارة العبقرية: «كلهم يعنى كلهم»، أى ضرورة رحيل كل الطبقة السياسية القائمة على محاصصة الطوائف والأحزاب بهدف تقسيم مكاسب الفساد من المال العام فيما بينهم.

فى جنوب العراق، ثار الشباب لعدم قدرتهم على فهم كيف يمكن أن يكون ذلك البلد الذى يُعد من ضمن أكبر عشر دول فى احتياطيات النفط فى العالم، والوحيد فى المنطقة الذى يمتلك مثلث: الطاقة، الماء، القدرة البشرية، تصل فيه البطالة إلى 40٪ وتصبح تكاليف الحياة فيه مستحيلة بينما يتم «شفط» ثرواته من قبل إيران، ومن قبَل سلطة الفساد الحاكمة.

فى العراق، ثار الشيعة على الشيعة لأن الحرمان والشعور بالظلم لا يعرف التفرقة بين الطوائف!

من هنا علينا دائماً أن نفرق بين 3 أمور ونحن نتعامل مع أمور أغضبت الناس:

1- حق الناس المشروع فى الغضب إذا تعرضوا للظلم وعدم الإنصاف.

2- واجب نظام الحكم فى تفهُّم مطالب الناس وبذل الجهد فى رفع المظالم بدلاً من بذل الجهد فى قمع الناس.

3- أخطر نقطة فى هذا المجال أنه يتعين على «الشارع» و«الحكم» فى حال الثورة والاحتجاج والغضب معاً أن يدركا أنه مهما حدث ومهما كانت التفاصيل فإن الأمر الذى يجب عدم المساس به وفعل كل شىء وأى شىء من أجل الحفاظ عليه هو المحافظة على «الدولة الوطنية».

فى الداخل هناك من يريد إسقاط هياكل الدولة ليختطف السلطة لنفسه.

فى المنطقة هناك من يريد سقوط الدولة كى يعيد ترسيم الخريطة لتحويل الدول الوطنية إلى دويلات طائفية وعرقية ومذهبية.

فى العالم هناك من يريد إسقاط الدولة من أجل نهب البترول والغاز والمياه والممرات الاستراتيجية وتغيير الحدود المستقرة وعودة الاستعمار بشكل جديد.

هنا أقول لمن يحتار فى قراءة وفهم قصص بدايات ونهايات الثورات وحركات الاحتجاج العربية: اجعل بوصلتك فى فهم النتائج والحقائق من خلال سؤال واحد: هل حافظت هذه الحركة على الدولة الوطنية أم تسعى لإسقاطها تحت شعار من شعارات المظلومية والحرمان؟

تأمل ما حدث فى العشر سنوات الماضية وافهم ما حدث حتى الآن، وستعرف الفارق بين الثوار النبلاء، وما أكثرهم، وبين المخربين العملاء، وما أقلهم، لكنهم للأسف هم أكثر كفاءة ويحصلون على أكبر دعم من الخارج.

 

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة لإنقاذ الدولة أم إسقاطها ثورة لإنقاذ الدولة أم إسقاطها



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon