بقلم : عماد الدين أديب
فى المنطقة التى نعيش فيها يبدو أن الكبار يتفقون على اتفاق «سايكس- بيكو» جديد، ونحن غارقون فى خلافاتنا وصراعاتنا الإقليمية والمذهبية والشخصية.
لقاء الرئيسين بوتين وأوباما على هامش قمة العشرين فى الصين، واتصالات لافروف وكيرى خلال الساعات الأخيرة، تشير إلى أن هناك اتفاقاً بين واشنطن وموسكو حول سوريا والمنطقة.
ويتردد بقوة أن الاتفاق يعنى تسليم واشنطن بسيادة الدور العسكرى لموسكو فى سوريا مقابل إيجاد موسكو حلاً للمستقبل السياسى للرئيس بشار الأسد ونظامه السياسى.
الاتفاق يعنى كيف ستكون عليه سوريا بلا أسد، وأين سيكون الأسد بعيداً عن سوريا؟
فى الوقت ذاته يبدو أن الاعتراف بالدور الإقليمى المتزايد لإيران فى المنطقة سوف يكون أحد الجوائز الكبرى التى ستحصل عليها طهران من الاتفاق الأمريكى- الروسى المنتظر.
هذا الأمر شجع المرشد الأعلى الإيرانى على أن يصدر أمس الأول تصريحاً نارياً ضد الدور الإقليمى للسعودية ويوجه انتقادات حادة لرعايتها للحج، إلى حد أنه وجه شتائم إلى الأسرة المالكة فى المملكة يصعب أن تصدر من زعيم روحى وسياسى لدولة تجاه دولة أخرى.
هذا العداء الإيرانى للدور السعودى يظهر بقوة هذه الأيام فى وجود خط تنسيق سياسى على أرفع مستوى بين الحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان والحشد الشعبى فى العراق والحرس الثورى فى طهران والعلويين فى سوريا.
هذا التعاون بين كل هذه القوى المذهبية المتعاونة ضد «الإسلام السنى» الذى تقوده الرياض يعنى أن هناك -أيضاً- قبولاً بدور إيرانى لدعم «الشيعة السياسية» مقابل «تيار السنة السياسى» فى المنطقة من قبل موسكو وواشنطن.
إنها خارطة تحالفات وانقسامات جديدة فى المنطقة سوف تجعل قواعد الحركة فى الشرق الأوسط شديدة الصعوبة والتعقيد على عدة قوى، منها مصر.