زيارة البابا للإمارات التسامح الدينى مدخل الأخوة الإنسانية
أخر الأخبار

زيارة البابا للإمارات: التسامح الدينى مدخل الأخوة الإنسانية

زيارة البابا للإمارات: التسامح الدينى مدخل الأخوة الإنسانية

 لبنان اليوم -

زيارة البابا للإمارات التسامح الدينى مدخل الأخوة الإنسانية

بقلم - عماد الدين أديب

لماذا تختار دولة الإمارات العربية أن تتخذ -دائماً- سياسات متقدمة سابقة لعصرها قد تبدو غير تقليدية فى زمانها ثم تصبح -بعد نجاحها عملياً- نموذجاً يحتذى به يسعى جيرانها فى المنطقة إلى تقليده واتباعه؟

حدث ذلك فى تطبيق سياسات للحرية الاقتصادية فى دولة الإمارات.

وحدث ذلك فى نظام تطبيق الحكومة الإلكترونية.

وحدث ذلك فى نظام الرعاية الاجتماعية فى الإسكان والصحة.

وحدث ذلك فى قرارات تمكين المرأة الخليجية.

وحدث ذلك فى إنشاء أول وزارة للسعادة فى حكومة البلاد.

وحدث ذلك فى إنشاء وزارة للتسامح التى شرعت قانوناً لقيم التسامح والاعتدال وتقبل الآخرين، ولتعزيز هذا المفهوم أطلقت البرنامج الوطنى للتسامح ومكافحة التمييز.

أنشئت هذه الوزارة لتصبح منارة لتمكين أكثر من 160 ديانة وطائفة ومذهباً يعيشون على أرض الإمارات يمثلون 200 جنسية من التعايش فى أخوة وتسامح وحرية فى ممارسة العقيدة والشعائر دون تأثير أو ضغط أو عوائق.

لذلك ليس غريباً أن يكون فى الإمارات وعلى أرضها أكثر من 76 كنيسة للعبادة لمختلف الطوائف المسيحية دون أى تفرقة.

وليس غريباً أن تكون الأراضى الممنوحة لجميع دور العبادة مهداة من الدولة دون أى تفرقة أو تمييز دينى.

وليس غريباً أن تكون أهم ديانات وطوائف العالم فى حالة تعايش وانسجام بلا تفرقة بين مسلم ومسيحى، ولا بين سنى أو شيعى، ولا درزى أو سريانى، ولا «سيخ» أو «هندوس» ولا جنسية أو أخرى أو منطقة جغرافية أو أخرى أو أصل عرقى أو قبلى وغيره.

ومنذ ساعات محدودة انتهت زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا روما، الذى يمثل نموذجاً نادراً من نماذج التسامح الدينى والتعايش الإنسانى، لدولة الإمارات.

استمرت الزيارة 3 أيام، وكانت أكثر من رائعة من ناحية الاستقبال والتنظيم والإنجاز وردود الفعل المعنوية والعملية.

وفى يقينى أن هذه الزيارة هى أبلغ رد واقعى وحقيقى على المحاولات الرخيصة التى تقودها الدوحة وأنقرة لتشويه سياسات دولة الإمارات والسعى للاغتيال المعنوى لقيادتها.

أن يقف أكبر رأس لأضخم كنيسة مسيحية فى العالم داخل استاد زايد بدولة الإمارات بحضور 180 ألف إنسان وإنسانة ليقود قداساً دينياً عالمياً تحت شعار الأخوة الإنسانية، هو فى حقيقة الأمر «عمل إنسانى جبار وإنجاز حضارى متميز يؤكد إيمان قيادة الإمارات بأن البشر إخوة متساوون بصرف النظر عن جنسياتهم أو دياناتهم أو مذاهبهم».

ما حدث على أرض الإمارات لم يكن وليد اللحظة أو نتاج الصدفة أو تعبيراً عن حدث عارض لكنه فى حقيقته ترجمة لسياسة عميقة وأصيلة لدى حكومات «الدولة» والقيادة فى الإمارات.

هذه الدولة تنتهج منذ عهد مؤسسها الشيخ زايد آل نهيان (رحمه الله) سياسة تعتمد على عدة أركان هى: التعاون، الاعتدال، إطلاق الحريات الاقتصادية، تدعيم المبادرات، الانفتاح الإقليمى، الأخوة الإنسانية من منظور عروبى وإنسانى.

وكل ما سبق كان من الممكن أن يكون مجرد شعارات أو دعاية سياسية خادعة لولا أن السياسات التى طبقت بالفعل على أرض الواقع منذ سنوات تثبته وتؤكده.

ويمكن فهم الجهود اليومية التى يقودها الشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد وفريق العمل الشاب الذى يعاونهما على أنه ترجمة حرفية وعملية لهذه السياسات وذلك لأسباب موضوعية قائمة على فهم عميق لأخطار قيم الإرهاب التكفيرى.

ويمكن أيضاً فهم سياسة التسامح الدينى والأخوة الإنسانية من خلال جهود رجل متميز وشديد الإخلاص والتفانى لهذه المبادئ وهو الشيخ نهيان بن مبارك، وزير التسامح فى الحكومة الاتحادية منذ أكتوبر 2017.

وتاريخ الرجل حافل بالإنجازات القائمة على رعاية العلم والعلماء وحرية التفكير والإبداع منذ أن كان الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات ورئيس كلية التقنية ويشرف على العديد من المشروعات الإنسانية والخيرية.

ولا يمكن إطلاق الإمارات لسياسة التسامح عالمياً وإعلان عام 2019 هو عام التسامح، دون أن تكون الدولة صاحبة الدعوة مَن طبقته على نفسها أولاً قبل أن تدعو إليه غيرها.

من هنا كان دور وزارة التسامح التى تعمل على ترسيخ قيم ومبادئ وسياسات التسامح وضمان عملى لـ160 ديانة وطائفة ومذهباً يعيشون على أرض الإمارات حرية ممارسة الاعتقاد والشعائر بكل حرية وأمان ويسر، دون ضغوط أو احتكاك أو صراع.

من هنا أيضاً يمكن فهم دور وزارة التسامح التى أعدت منذ أسابيع على أرض الإمارات القمة العالمية للتسامح بين الأديان والمعتقدات وذلك بفضل جهود جبارة قام بها الشيخ نهيان بن مبارك وبدعم كامل من القيادة.

إن من يحضر مجلس الشيخ نهيان بن مبارك فى أبوظبى كل يوم جمعة سوف يجده مساحة مصغرة للتآخى والتعايش والحوار المعتدل، ففى هذا المجلس تجد المسيحى المارونى والمسلم الشيعى، والهندوكى، والسيخ، والأزهرى، والقبطى بكل رموزهم وقياداتهم الدينية، ويشاركهم فى هذا المجلس كبار الإعلاميين والمفكرين وقادة الرأى والفنانين فى العالم العربى.

الاعتدال هو أسلوب حياة، والتطرف هو طريق للموت، وحروب الأديان هى طريق جهنم الذى يتسبب فيه فقدان قيم التسامح الدينى.

والتسامح الدينى هو الخيط الرفيع بين الأخوة الإنسانية والتعايش، وإذا ما انقطع ذهبنا جميعاً إلى مجزرة الإرهاب التكفيرى، لا قدر الله.

لهذا كله كانت وزارة التسامح وقمة التسامح وزيارة قداسة البابا ودعم الإمارات لجهود الأزهر الشريف.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة البابا للإمارات التسامح الدينى مدخل الأخوة الإنسانية زيارة البابا للإمارات التسامح الدينى مدخل الأخوة الإنسانية



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

إطلالات محتشمة بلمسات الريش وألوان ربيعية تزين إطلالات النجمات

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 18:30 2021 الثلاثاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مالك مكتبي يعود بموسم جديد من "أحمر بالخط العريض"

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 06:54 2023 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد وإتيكيت الحديث واتباع الطرق الأكثر أناقاً

GMT 05:07 2023 الخميس ,16 آذار/ مارس

نصائح هامة لاختيار المجوهرات المناسبة لكِ

GMT 11:15 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

خطوات بسيطة لتنسيق إطلالة أنيقة بسهولة

GMT 07:38 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل 10 عطور رقيقة للعروس

GMT 09:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

إطلالات أنيقة وراقية للفنانة اللبنانية نور

GMT 19:41 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وزير الرياضة المصري يستقبل رئيس نادي الفروسية

GMT 09:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تنسيق الفستان الأبيض تحت العباية المفتوحة في موسم 2025

GMT 18:43 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

هدى المفتي تتعرض لانتقادات عديدة بسبب إطلالاتها الجريئة

GMT 19:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الأردني محمد الدميري يتفوق على السوري عمر السومة

GMT 04:53 2022 الإثنين ,04 تموز / يوليو

مكياج العيون من وحي الفنانة بلقيس

GMT 12:38 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزيرة الإماراتي يجدد عقد خليفة الحمادي 5 مواسم

GMT 23:07 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

البياوي يبدأ مهمته في القادسية

GMT 23:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أحذية KATRINE HANNA بإلهام من الطبيعة والخيال

GMT 23:31 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 10:08 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور الرجالية والنسائية للخريف

GMT 05:28 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

نسرين طافش تَسحر القلوب بإطلالة صيفية

GMT 20:27 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

قواعد وأداب المصافحة في كلّ المواقف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon