الأمن مع أخطاء أفضل من الفوضى والانهيار
أخر الأخبار

الأمن مع أخطاء أفضل من الفوضى والانهيار

الأمن مع أخطاء أفضل من الفوضى والانهيار

 لبنان اليوم -

الأمن مع أخطاء أفضل من الفوضى والانهيار

بقلم : عماد الدين أديب

وزارة الداخلية فى أى وقت، وفى أى نظام سياسى، هى دائماً أداة حفظ الأمن، وتطبيق القانون، وإحدى القوى السيادية التى يعطيها الدستور والقانون استخدام العنف ضد أى خروج عن القانون، وفق معايير معروفة. وما زلنا -حتى هذه اللحظة- نخلط ما بين أى خلاف لأى قوى مع أى نظام وتحويله إلى خلاف مع مشروع الدولة.

اختلف كما شئت مع أى حكومة وأى وزارة وأى وزير وأى سياسة، لكن لا تختلف على سلامة وبقاء مشروع الدولة.

الدولة هى الأرض والشعب والوطن والنظام، وسقوطها يعنى الفوضى المؤدية إلى التقسيم. ودون أن أحاول أن أثبت أى حقائق، دعونا نعود إلى مأساة وكارثة إسقاط وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة فى يناير 2011، وما عانيناه، وما زلنا نعانيه، من ارتدادات هذا الحدث المخيف والخطير.

ما زلنا نذكر حالة الفراغ الأمنى المرعبة التى عاشتها البلاد، وما زلنا نذكر قيام المواطنين بعمل لجان شعبية لحماية ممتلكاتهم، ونذكر أنه لم يكن فى شوارع القاهرة جندى أو صف ضابط أو أمين شرطة بزيه الرسمى، ونذكر أن آلاف السيارات تمت سرقتها، ونذكر أن عشرات آلاف من الأفدنة تم التعدى عليها وتجريفها.

هل نسينا كل ذلك؟

هل نسينا ملايين قطع السلاح التى اخترقت الحدود، وملايين حبوب «الترامادول» التى انتشرت بين أيدى شبابنا؟

هل نسينا أن شوارع القاهرة الرئيسية كانت مقسّمة بجدران أسمنتية وأسلاك شائكة؟

هل نسينا محاولة الاستيلاء على مجمع التحرير ومحاولة سرقة المتحف المصرى وحرق الجمعية الجغرافية، وحصار مبنى الحكومة ومجلس الشعب؟

هل نسينا احتلال إدارات بعض الوزارات والاعتداء البدنى على كبار المسئولين؟

سقوط الداخلية، يعنى سقوط الأمن، وسقوط الأمن يعنى سقوط سيادة الدولة.

سقوط الأمن يعنى دعوة مفتوحة للفوضى، ويعنى توقف السياحة وهروب الاستثمارات وانهيار الاقتصاد.

أعرف أن هناك من سيقول لى إننى أستخدم كل ما سبق «فزاعةً» لإخافة الذين ينتقدون أخطاء النظام.

أعود وأكرر للمرة المليون الآتى:

1 - المعارضة جزء أساسى من أى نظام محترم، شريطة العمل عبر القنوات الشرعية، وبما يتفق مع نص وروح القانون.

2 - حق التظاهر وحق الاحتجاج، يضمنه القانون، لكن وفق القواعد المنظمة لهذا الأمر.

3 - لا يوجد من هو فوق المساءلة فى حال التجاوز أو الخطأ، شريطة أن يكون قد أخطأ بالفعل وأن تكون هناك أدلة حقيقية وليست مختلقة أو مزورة.

4 - جهاز الداخلية مثله مثل كل أجهزة الدولة، يسعى بقوة من أجل أن يتعافى، خصوصاً بعد ما حدث له منذ يناير 2011 وحتى يونيو 2013، والخطأ فيه وارد.

5 - هل هناك أخطاء يرتكبها البعض؟ نعم هناك، وواجبنا جميعاً العمل على تصويبها من أجل تطوير عمل هذا الجهاز الحيوى والمهم.

إننى أفضل أن تبقى الداخلية تمارس عملها بقوة، حتى لو أخطأ البعض، على أن يتم التآمر عليها وإسقاطها أو تعطيل دورها.

اليد المرتعشة واليد الثقيلة، كلتاهما ضد أمن البلاد والعباد.

الذى يحب هذا الوطن بإخلاص، يسعى بنزاهة للإصلاح والسعى بشجاعة وعن حق فى كشف الأخطاء. والذى يحب هذا الوطن يحافظ بكل ما أوتى من قوة على أداة حفظ الأمن فى البلاد من الجرائم والمؤامرات ومحاولات التخريب. باختصار، نكشف الأخطاء بهدف الإصلاح نعم، لكن أن نتآمر لإسقاط حراس الوطن فألف لا.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمن مع أخطاء أفضل من الفوضى والانهيار الأمن مع أخطاء أفضل من الفوضى والانهيار



GMT 02:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

تدليل أمريكي جديد لإسرائيل

GMT 19:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الأردن بين إيران وإسرائيل

GMT 21:10 2024 الخميس ,04 إبريل / نيسان

إيران محطة للانقسام الفلسطيني!

GMT 17:31 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

الساحر محمد صلاح

GMT 07:37 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

لو كنت من القيادة الفلسطينية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في مستوطنة دوفيف
 لبنان اليوم - "حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في مستوطنة دوفيف

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 22:27 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أحدث صيحات أحذية سنيكرز للنساء في 2022

GMT 10:08 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور الرجالية والنسائية للخريف

GMT 22:46 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

جوسيب يحقق رقمًا قياسيًا ويفوز بالذهبية

GMT 20:47 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

مبابي يرفض تمديد تعاقده مع باريس سان جيرمان
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon