بقلم : عماد الدين أديب
أتحدى أن تسمع أحداً فى العالم العربى، سواء فى مواقع إعلامية أو سياسية أو شخصية عامة، يقول لك وهو يجيب عن سؤال: «والله لا أعلم الإجابة عن هذا السؤال»!
الجميع خبير فى كرة القدم، وأستاذ فى جراحة الأعصاب، وجنرال فى المعارك الحربية، واقتصادى عظيم فى شئون المال، وأستاذ عمارة فى تخطيط المدن، وعالم فى شئون الذرة، وناقد فنى لكل الفنون من السينما للفن التشكيلى!
نحن خبراء فى التاريخ والجغرافيا والاجتماع والفلسفة وعلوم الفضاء والشرع والأديان المقارنة ودساتير العالم.
انظر إلى أى ضيف فى برنامج تليفزيونى فى العالم العربى تجده يحدثك عن كل شىء وأى شىء، ولديه الإجابات الكاملة لكل الأسئلة، ولديه الحكمة المطلقة والحقيقة الدامغة لكل ألغاز وأسئلة هذا الكون.
وأذكر أن العالم الفذ ألبرت أينشتاين قال: «إن حجم جهلنا بما فى هذا الكون من أسرار ومعلومات هو لا نهائى، بينما ما نعرفه هو ضئيل بشكل يدعو للخجل»!
هذه هى شيمة العلماء الذين يحترمون عقولهم ويعرفون حجمهم الحقيقى إزاء هذا الكون الهائل وهذا الخلق العظيم.
والمأساة فى هؤلاء الذين يؤمنون تماماً بأنهم يمتلكون الإجابات عن كل الأسئلة ولديهم القدرة على فك شفرة أى لغز من ألغاز هذا العالم.
وأستعير عبارة للأخ الكبير الكاتب المميز الأستاذ سمير عطالله حينما قال: «قمة المعرفة أن تعرف أنك لا تعرف».
وأكمل لأستاذى الجليل النصف الثانى من تلك الحكمة البليغة: «وقمة الجهل أن لا تعرف أنك لا تعرف وتعتقد أنك تعرف»!