«السيسى» والتحوط للأزمات
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

«السيسى» والتحوط للأزمات

«السيسى» والتحوط للأزمات

 لبنان اليوم -

«السيسى» والتحوط للأزمات

عماد الدين أديب
بقلم - عماد الدين أديب

أعتقد أن البعض منا يحتاج إلى التعمق أكثر لفهم بعض قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى أثبتت الشواهد والتجارب أنها ترى الخطر قبل وقوعه، وتستعد للأزمات قبل حدوثها، وتتحوط للمخاطر بشكل مسبق.

ولعل كثيراً من الأحداث والقرارات منذ عام 2014 تثبت قدرة الرجل على الرؤية الاستباقية.

قال فلاسفة الجدل: لماذا قناة أخرى لقناة السويس؟ ولماذا إنفاق 60 مليار جنيه؟ وجاءت الإجابة فى ارتفاع دخول تحصيل المرور بشكل غير مسبوق.

قال الفلاسفة: لماذا شراء حاملتى طائرات هليكوبتر من فرنسا، وغواصات من ألمانيا؟ وجاء تهديد الغاز من قبَل القرصنة التركية فى شرق البحر المتوسط لكى يؤكد أن حماية تريليونات الأقدام المكعبة من الغاز هى مسألة حياة أو موت.

نفس الشىء لم يفهمه البعض عند إصرار الرئيس على مشروع أنفاق قناة السويس التى تربط شرق القناة بغربها بشكل أبدى.

قال الفلاسفة: لماذا قاعدة محمد نجيب فى الإسكندرية وقاعدة «برنيس» فى البحر الأحمر؟ وجاء خطر حروب بحرية فى المتوسط من التركى، وتهديد أمن الخليج من الإيرانى فى الخليج والبحر الأحمر ليؤكد أن من ليس له قوة بحرية سيعيش فى خطر عظيم.

قال الفلاسفة: لماذا هذا التسارع المخيف على إقامة حالة اكتفاء ذاتى من اللحوم والأعلاف والدواجن والمزارع السمكية من خلال استثمارات الحكومة وجهود القوات المسلحة؟ وثبت أن الدول فى ظل الأزمات الطبيعية لا يمكن أن تقف صامدة إلا إذا كانت لها قاعدة صناعة وطنية قادرة على توفير مخزون سلعى للمواد الأساسية والغذائية، خاصة فى حال توقف وسائل النقل الدولية.

قال الفلاسفة: لماذا هذا الإنفاق الضخم على تدعيم قاعدة النظام الهندسى والصحى فى القوات المسلحة المصرية؟ وثبت فى أحداث الكورونا أن هذه المؤسسة هى الجدار الصلب القادر على الإدارة والسيطرة والتعقيم وتوفير المستشفيات الميدانية على مساحة مصر طولاً وعرضاً.

اليوم معركة الرئيس المصرى مع «الكورونا» أدق وأصعب من مواجهاته وتحدياته السابقة فى يناير 2011، وكوزير دفاع فى ظل حكم الإخوان، وفى ثورة 2013، وفى بناء الدولة المصرية الحديثة من البشر إلى الحجر، ومن قناة السويس إلى العاصمة الجديدة، ومن إسكان سكان العشوائيات إلى علاج فيروس سى، ومن تطوير الجيش إلى بناء الأجهزة السيادية.

مشكلة معركة «الكورونا» أنها لا يمكن أن تكون معركة قائد بمفرده لكنها قضية شعب بأكمله عليه أن يلتزم بها.

كل هذه المواجهات، وكل هذه التحديات، رغم صعوبتها، إذا تم إيجاد الفهم الصحيح، والإرادة القوية، والإدارة الكفؤة، والموارد المطلوبة، بشكل مخلص وعلمى، فهى قابلة للحل والإنجاز والإنجاح. أما فيروس الكورونا فهو أصعب من كل هذه التحديات! لماذا؟

المشاكل السابقة هى تحديات صعبة لكنها معلومة الأسباب ومعروفة الحلول، وهناك تراكم تجارب تاريخية ودولية سابقة فى التصدى لها.

«الكورونا» فيروس غامض، وباء يجتاح العالم، حالة غير مسبوقة فى المائة عام الماضية، وقف أمامها العلم والعلماء، ووقفت الحكومات والدول، والشركات والبورصات، موقف العاجز المشلول!

«الكورونا» هو ذلك المجهول الذى لم يتم بعد معرفة أسبابه، وطرق تكاثره، وأساليب السيطرة عليه، وإيجاد مصل وعلاج شافٍ منه.

فى العسكرية يستطيع أى قائد أن يحارب أى عدو شريطة أن تتوافر له أولاً قاعدة بيانات دقيقة عن شكله، حجمه، تركيبته، طريقة تكاثره، نقاط قوته.

 نقط ضعفه.. «الكورونا» باختصار هو مجهول غامض للغاية.

رجل الاستخبارات العسكرية الذى أدار دفة هذا الجهاز فى أدق فترة فى تاريخ مصر يعرف أكثر من غيره أن الاستخبارات العسكرية تسمى «الاستخبارات العسكرية والاستطلاع» لأنهما يكونان أساسيين لا يستغنى أحدهما عن الآخر؛ استخبار دون استطلاع.

فى حربه مع «الكورونا» يتعامل الرئيس السيسى مع المجهول الأعظم الذى يحير أكثر من 200 دولة فى العالم، ويهدد سكانها وأنظمتها، واقتصادياتها، ويهددها بالشلل والانعزال والتوقف والخسائر.

إدارة الرئيس للأزمة كانت سريعة يقظة، وأهم من ذلك كله إنسانية وطنية، بدأت بإرسال طائرات مصرية لنقل المصريين من الصين إلى الوطن، إلى عمل حزمة إجراءات احترازية لحماية الناس، وصولاً إلى توفير أكثر من مائة مليار جنيه لمواجهة الآثار الاقتصادية لتوقف الأعمال وتداعيات الأمر على العمال اليوميين وصغار الطبقات.

أهم ما فى إدارة الرئيس السيسى للأزمة أنك تجده لا يهتز لأنه -فى كل مرة- يكون محتاطاً لها. سمة «الحيطة والتحوط» هى مكون أساسى فى شخصية الرجل بشكل فطرى ومن تراكم الخبرة.

يبدو أن جذوره فى النشأة بحى الجمالية وسط بيت فيه أب يجمع بين صناعة الحرف والتجارة، وهو أمر يحتاج دائماً إلى الحرص والحيطة فى إيجاد المادة الخام للصناعة وتوفير السيولة اللازمة.

جذور هذا الأمر تأتى من إعجابه الشديد بشخصية الرئيس أنور السادات الذى قاد حربى التحرير والسلام، وكلاهما قام على التحوط والمباغتة والمبادرة وحسن تدبير الموارد.

جذور هذا الأمر من العمل فى رئاسة المخابرات العسكرية واستطلاع وانتقال ملفات داخلية وأمنية له عقب أحداث يناير 2011 وسقوط أجهزة سيادية أخرى وتحمّله وحده مسئولية مركّبة غير مسبوقة لرجل عسكرى وجهاز عسكرى يقوده.

جذوره فى القدرة على إدارة ثورة 2013، وحمايتها وإحداث نقلة نوعية فى القوات المسلحة كوزير دفاع ثم كقائد أعلى حينما أصبح رئيساً.

اهتمام الرئيس بمتابعة شئون العالم، ودراسته فى كلية أركان الحرب الأمريكية، واهتمامه بدراسة التجارب الناجحة لإدارة شئون البلاد فى دول مثل: «الصين واليابان والهند وسنغافورة وألمانيا». ذلك كله شكّل عنده قدرة حقيقية لرؤية تحديات الواقع والاستعداد لطوارئ المستقبل القريب.

لذلك ليس غريباً أن يكون لدى الرئيس ملفات خاصة لموارد مادية، ومخزون سلعى، ونوعية تسليح، وخطط طوارئ لأمور يصعب أن يتخيلها غيره، لأنه تعلّم بالتجربة والدراسة أن أهم شرط من شروط إدارة الأزمات هو السعى لتجنبها والاستعداد لها حتى لا يسقط ويفشل المتضرر منها نتيجة هول المفاجأة!

شكراً لله.. شكراً عبدالفتاح السيسى.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السيسى» والتحوط للأزمات «السيسى» والتحوط للأزمات



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon