عماد الدين أديب
أذكر أن الشهيد رفيق الحريري قال لي وهو في منزله بالرياض قبيل اغتياله بفترة قصيرة: «اللي هيقتلني حيندفن معايا في القبر»!
كان الرجل يستشعر الخطر حوله، وكان يدرك أن هناك أكثر من مؤامرة لاغتياله كخطوة أولى لإسقاط الدولة، وإسقاط الكتلة المعتدلة، وإسقاط سنة لبنان.
وكان «الحريري» أيضاً يدرك كما يدرك أى عاقل يفكر بشكل علمي أن لكل فعل رد فعل، لذلك كان تقديره أن من ينجح في اغتياله سوف يفشل أيضاً في إخفاء مسئوليته عن الجريمة!
وفي 14 من فبراير قُتل رفيق الحريرى بانفجار هائل أمام فندق السان جورج فى بيروت!
ومنذ 9 سنوات والشعب اللبناني وأنصار الحريري، وأسرة الحريري يتقدمهم ابنه سعد الحريرى، يطالبون بالقصاص العادل من أجل معرفة من الذي أمر؟ ومن الذي خطط؟ ومن الذي حرض؟ ومن الذي سهل؟ ومن الذي مول؟ ومن الذي نفذ؟ ومن الذي تستر على قتلة الحريري؟
ونشأت محكمة دولية خاصة بقرار من مجلس الأمن الدولي وتولى رئاسة التحقيق فيها أكثر من محقق دولي وجلست آلاف الساعات ولديها ملايين الوثائق والأدوات لكى تتمكن من معرفة الإجابات الحقيقية على هذه الأسئلة.
ومنذ 3 أسابيع بدأت في بروكسل جلسات هذه المحكمة المدعمة بكل وسائل الأدلة الجنائية الحديثة حتى إنها وصفت بأنها أكثر المحاكمات الدولية الجنائية تقدماً في التقنية.
وبدا منذ اللحظة الأولى أن الادعاء يتجه بما لا يدع مجالاً للشك لاتهام أجهزة أمن سورية تدعمها أجهزة من حزب الله اللبناني بغطاء من رئاسة الجمهورية اللبنانية حينئذ.
وفى يقينى أنه لو بذل أي من أعضاء جماعة الإخوان وقيادتهم الجهد لمشاهدة جلسات هذه المحاكمات التى تبث على الهواء لعرف حقيقة أن من يدبر أى جريمة اغتيال أو تفجير أو تخريب بالتخطيط أو التحريض أو التمويل أو المشاركة سوف يقع في يد العدالة طال الزمن أم قصر.
لا يوجد مفر من أن القاتل يلقى عقابه في الدنيا أو في الآخرة.
لست أعرف هل عالم جماعة الإخوان محدود ورؤيتهم ضيقة ومغلقة غير قادرة على قراءة أحداث العالم وفهم التاريخ القديم والمعاصر والاستفادة من تلك الدروس والعبر.
قبل أن تمسك بمسدس أو تنزع فتيل قنبلة استخدم عقلك وفكر جيداً.