عماد الدين أديب
فعالية الحركة الأمريكية فى العالم، وفى منطقة الشرق الأوسط، فى مرحلة تدنٍ شديدة فى الآونة الأخيرة.
وبالرغم من مجاملات وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، الذى يقوم بجهود جبارة يحاول بها أن يقطع العالم جيئة وذهاباً من واشنطن إلى بروكسل إلى باريس إلى تل أبيب ورام الله، ومنها إلى السعودية ثم إلى الجزائر ثم العودة إلى تل أبيب ورام الله، فإن مدى التأثير الإيجابى الأمريكى على الأحداث غير فعال.
ولم تستطع السياسة الأمريكية أن تقدم شيئاً فى جنيف للمعارضة السورية، ولم تستطع أن تمنع روسيا من غزو وضم القرم، ولم تستطع أن تمنع إيران من مواصلة مشروعها النووى، ولم تستطع إقناع إسرائيل بإيقاف مشروعها النووى.
ولم تستطع واشنطن أن تمنع الفوضى فى ليبيا، ولا ثورة 30 يونيو فى مصر، ولا أن تعيد د. محمد مرسى إلى الحكم.
ولم تستطع واشنطن منع النفوذ الطاغى لإيران فى العراق، ولا التجارب النووية لكوريا الشمالية.
هذا كله يجعل المكانة الأمريكية فى ميزان القوى العالمى موضع تساؤل شديد وشك كبير.
لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية هى رئيس مجلس إدارة العالم التى تنفرد وحدها دون سواها بصياغة قرارات العالم، بل أصبحت قوة «مفعول بها» بعدما كانت القوة الفاعلة.
هذا التغيير الكبير فى الحالة الأمريكية من «الفاعل» إلى «المفعول به» يحتم على قوى العالم الثالث -ونحن منها- ضرورة الفهم العميق لحقيقة هذا الواقع ومحاولة إدارته بشكل ذكى وواعٍ يخدم مصالح الوطن العليا.