بقلم : عماد الدين أديب
بينما تقرأ هذه السطور ستكون الانتخابات الرئاسية الروسية قد بدأت فى وقت وظروف سياسية حساسة وغير مواتية للرئيس فلاديمير بوتين.
وحتى لا يحدث أى التباس فى الفهم، فإن الجميع يؤكد أنه لا خوف إطلاقاً على احتمالات فوز بوتين بمقعد «قيصر الكريملين»، ولكن القلق هو فى النسبة التى كان قد تعهد بها، وهى تعتمد على معادلة تقول 70/70، أى إنه يريد نسبة حضور 70٪ لمن لهم حق التصويت ويسعى للحصول على 70٪ من أصواتهم لصالحه.
تأتى انتخابات الرئاسة هذه المرة وسط هجمة دولية على سمعة السياسة الخارجية الروسية وعلى أداء حكم الرئيس بوتين شخصياً.
تأتى الانتخابات الرئاسية بعدما عقد مجلس الأمن الدولى جلسة طارئة بناء على طلب بريطانيا التى اتهمت حكومتها موسكو رسمياً باستخدام غاز الأعصاب المحرم دولياً منذ الحرب العالمية الثانية على جاسوس روسى وابنته يقيمان فى بريطانيا منذ سنوات.
وتأتى انتخابات الرئاسة الروسية وهناك تسريبات من لجنة التحقيق الخاصة المشكّلة من وزارة العدل الأمريكية للتحقيق فى ضلوع أجهزة الأمن الروسية فى انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة والتى تحدثت عن التوصل لأدلة دامغة تدين موسكو والكريملين فى هذه المسألة.
تأتى الانتخابات الرئاسية الروسية وما زال الدور الروسى فى سوريا غامضاً، وفى أوكرانيا متورطاً، وفى العلاقة مع محور إيران - تركيا مخيفاً.
الأمر المؤكد أن الظروف والملابسات المصاحبة لهذه الانتخابات ليست هى الأفضل لسمعة النظام الروسى.
سوف يفوز بوتين، وسوف يستمر فى سياساته دون تراجع، ولكن سوف يكون عليه أن يختار «هل يريدها آخر رئاسة له أم يريد المزيد؟».
المصدر : جريدة الوطن