عماد الدين أديب
شعرت بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان شديد الغضب وهو يتحدث عقب جنازة المغفور له المستشار هشام بركات رحمه الله.
وشعرت من نبرات صوته وملامح وجهه ومن مفردات كلماته أن جنون الإرهاب أصبح متجاوزاً لكل حد أو متعدياً لكل حدود الصبر والتحمل.
وشخصية الرئيس عبدالفتاح السيسى هى بطبعها شخصية قوية صبورة طويلة البال شديدة التحمل، وخبرته المهنية، كرجل عسكرى وكضابط استخبارات عسكرية سابق، علمته أن كثيراً من المواجهات السياسية تعتمد على حرب الأعصاب وتقوم على أن إدارة الصراع تحتاج إلى أعصاب باردة.
عبدالفتاح السيسى أولاً وأخيراً إنسان، وهو كتلة مشاعر وأعصاب متحركة، يعمل فى ظل ظروف سياسية وأمنية شديدة الصعوبة، ويواجه أعداء فقدوا عقولهم وتقف خلفهم قوى قررت أن تفتح لهم حساباتها المصرفية بلا حساب.
وعلينا جميعاً أن نفهم أن تحوُّل تنظيم سرايا القدس الإرهابى فى سيناء إلى أن يصبح تنظيم داعش المصرى الذى يتبنى عمليات القتل والتفجير الأخيرة هو أكذوبة كبرى لأنه ليس تنظيماً منفصلاً عن جماعة الإخوان وقيادتها.
وفى يقينى أنه إذا كانت الدولة فى مصر تضع معادلة الإعدام والمؤبد مقابل الإرهاب الذى تقوم به جماعة الإخوان، فإن الجماعة تعدت حدودها وقررت أن تضع مبدأ الاغتيالات مقابل أحكام القانون!
إن ما تقوم به الجماعة الآن هو ورقة يأس أخيرة، سوف تُشعل النيران فى الجميع ولن تؤدى إلى تقدم سياسى فى حال مصر ولا فى وضعية الجماعة!
ألا يوجد عاقل واحد فى جماعة الإخوان وقيادتها يستطيع أن يقنعهم أن قتل الأبرياء واغتيال المسئولين ليس بأى شكل من الأشكال أى نوع من أنواع الجهاد، بل قتل نفس حرم الله قتلها؟
هل قرر سادة الإخوان أن يفطروا كل يوم فى سجونهم على كوب من الدم؟!