التاريخ خير معلم
أخر الأخبار

التاريخ خير معلم

التاريخ خير معلم

 لبنان اليوم -

التاريخ خير معلم

عماد الدين أديب

من الأزمات الكبرى لدى الساسة العرب عدم قراءتهم للتاريخ، وإذا قرأوه لم يفهموه، وإذا فهموه لم يعملوا به، وإذا عملوا به اتخذوا القرار المتأخر، وإذا اتخذوا القرار فى وقته اتخذوا القرار الخاطئ، وإذا أخطأوا لم يعترفوا بالخطأ ولم يصلحوه.

قراءة التاريخ بشكل عميق الغرض منها - بالدرجة الأولى - الاستفادة منه وتعلم العبر والدروس التاريخية.

وفى علم الإدارة حينما يصفون رجلاً بأنه رجل خبير، فإن ذلك يعنى - فى حقيقة الأمر - أنه رجل عاصر تجارب فيها من الصواب والخطأ الذى يكون قد تعلم منه.

تعالوا نستعرض بعض الأخطاء التاريخية التى كان يمكن - ببساطة شديدة - الاستفادة منها وتجنب الوقوع فيها.

مثلاً: لم يتعلم نظام زين العابدين بن على فى تونس من درس تقادم وتآكل نظام الحبيب بورقيبة.

مثلاً: لم يتعلم بشار الأسد أن استخدام السلاح فى تظاهرات «درعا» لم يؤدِّ إلا إلى المزيد من الدماء.

مثلاً: لم يتعلم على عبدالله صالح أنه كان يتعين عليه أن يحمد ربه حتى قيام الساعة لأنه حصل على أفضل اتفاق إقليمى دولى يعطيه ضمانات «الخروج الآمن» وعاد وارتكب الخطأ التاريخى فى محاولة الانقلاب على نظام الرئيس هادى.

مثلاً: لم يتعلم ثوار ليبيا من خطأ القذافى فى اتباع نظام منحاز للقبلية والمناطقية مما جعلهم لقمة سائغة لدى الجماعات التكفيرية والتدخلات الخارجية فى شئون البلاد.

لا أحد يتعلم ويقرأ الأحداث قراءة موضوعية متأنية تحاول أن تفهم لماذا سقط النظام الآخر سواء فى بلادهم أو فى بلدان أخرى.

مئات الكتب دوّنها كبار الكتاب والمؤرخين حول أسباب سقوط الممالك وضياع الدولة المركزية وسقوط الحضارات الكبرى.

سقطت دولة الأندلس بعد 800 عام من حكم المسلمين، وسقطت حضارتها العظيمة التى أضاءت العالم بالعلوم والمؤلفات والتراجم والفنون والعمارة لأنها تحولت إلى دويلات متشرذمة وتحوّل ملوكها إلى ملوك طوائف كل منهم لا يفكر إلا فى مصالحه الذاتية الضيقة.

التاريخ خير معلم، فلا تذهبوا إلى أى معلم آخر.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاريخ خير معلم التاريخ خير معلم



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 18:19 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 18:17 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أولوية مشروع الدولة!

GMT 18:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 18:13 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 18:12 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مي عمر.. راقصة على خفيف

GMT 18:10 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إعادة اختراع العجلة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 22:27 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أحدث صيحات أحذية سنيكرز للنساء في 2022

GMT 10:08 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور الرجالية والنسائية للخريف

GMT 22:46 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

جوسيب يحقق رقمًا قياسيًا ويفوز بالذهبية

GMT 20:47 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

مبابي يرفض تمديد تعاقده مع باريس سان جيرمان
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon