عماد الدين أديب
فى الوقت الذى يجوب فيه رئيس البلاد شرق الكرة الأرضية باحثاً عن دعم ومساعدات وخبرات لإخراج مصر من النفق المظلم تعيش النخبة السياسية والإعلامية فى كوكب آخر.
وكأن معركة الرئيس فى الإنقاذ والإصلاح ليست معركتنا، وكأن الرئيس هو الوحيد فى الـ90 مليوناً المعنى بمهمة الإصلاح والإنقاذ.
فى اليابان يبحث الرئيس عن إصلاح التعليم وإرسال البعثات للاستفادة من التجربة اليابانية، وقام بتوقيع 18 اتفاقية تعاون.
وفى كازاخستان يطمئن على تأمين القمح لتوفير رغيف الخبز، ويفتح مجالاً جديداً للسياحة لإنقاذ هذه الصناعة من الركود.
ومع كوريا الجنوبية يسعى للاستفادة من تجربتها فى التصنيع والانتشار التجارى.
يجوب الأرض شرقاً وغرباً ونصب عينيه هدف رئيسى؛ هو الوطن.
فى الوقت الذى يوجد فيه الرئيس فى تلك المهمة تدخل النخبة فى معارك شخصية وقضايا عبثية لا علاقة لها بالملفات الرئيسية المرتبطة بمصير الشعب وتقدم الوطن.
وفى الوقت ذاته أقمنا حفلة جنون داخل كافة قطاعات المجتمع وكافة وسائل الإعلام للانتقام من بعضنا البعض.
وكأن النخبة فى السياسة والإعلام قررت أن ترتدى حزاماً ناسفاً لكى تفجر نفسها وتفجر معها عقل وضمير الوطن فى حفلة انتحار جماعى.
إن حالة مصر من أغرب الحالات فى التاريخ المعاصر.
إنها حالة الرئيس الذى يحاول الإنقاذ، والنخبة التى ترفض الإنقاذ، بل تقاومه بكل قوة.
وكأن الرئيس يقود سيارة الوطن ويريد أن يذهب بها إلى سكة السلامة، ولكن هناك قوى تريد اختطافها إلى «سكة اللى يروح مايرجعش»!