عماد الدين أديب
كنت يوم الثلاثاء الماضى فى مستشفى الحرس الوطنى بالرياض للاطمئنان على صحة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
والنظام المتبع فى مثل هذه الأمور هو أن الزيارة تتم فى خيمة كبيرة داخل المستشفى بعيدة عن غرفة العناية المركزة التى أُدخل إليها الملك عبدالله منذ أسبوعين.
فى هذه الخيمة يوجد ولى العهد، الأمير سلمان، وولى ولى العهد، الأمير مقرن، وأكبر أبناء الملك عبدالله، الأمير متعب، الذى يشغل منصب رئيس الحرس الوطنى، ويوجد أيضاً كثير من الأمراء والشخصيات العامة، ويستفسر الجميع على صحة الملك من خلال 3 شخصيات فقط هم المصرح لهم بالدخول على غرفة الملك؛ أولهم خالد التويجرى، رئيس الديوان الملكى السعودى، وأقرب رجال الدولة إلى الملك، ثم الأمير متعب، أكبر أبناء الملك، والأمير خالد بن عبدالله، ثانى أبناء الملك.
وفى مساء الثلاثاء كان الانطباع العام أن صحة الملك لا تتقدم، خاصة بعدما اضطر الأطباء المعالجون إلى عمل فتحة فى المعدة من أجل ضمان التغذية اليومية للملك.
وسرى فى أجواء المكان أنه رغم أن الأمل فى الشفاء لا ينقطع طالما أن هناك من يرفع يديه إلى السماء سائلاً الشفاء فإن الحلقة الضيقة القريبة من الملك عبدالله ومن أفراد أسرته بدأت تدرك تدريجياً أنها أمام الساعات الأخيرة لرحلة رجل عظيم بدأت منذ عام 1924.
ورغم أن السؤال، ولأسباب إنسانية وأخلاقية، لا يتم طرحه فى ظل مرض ملك، فإنه يتعلق مسألة ترتيبات الخلافة إذا ما حدث أمر الله وتوفى الملك.
وعقب وفاة الملك حدثت أسرع عملية انتقال للسلطة منذ وفاة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود.
رحل منذ ذلك التاريخ 4 ملوك حدثت بيعة 4 منهم، وحدث انتقال واضح للسلطة من «فيصل» إلى «خالد» ومن «خالد» إلى «فهد» ومن «فهد» إلى «عبدالله».
فى حالة إجراءات انتقال السلطة من «عبدالله» إلى «سلمان»، أى من الملك إلى ولى عهده، استغرقت المسألة 25 دقيقة.
وحتى الآن غير معروف كيف تمت البيعة التى تأتى من هيئة البيعة وهى مكونة من أبناء الملك عبدالعزيز الأحياء أو من ينوب عنهم، وهذا يتم بالدعوة إلى الاجتماع.
وغير متصور أن الدعوة تكون قد وجهت فى تمام الساعة الواحدة من فجر الجمعة، لذلك يعتقد أنها تمت بناء على قرار الملك عبدالله نفسه الذى أصدره منذ 5 أشهر والذى حدد فيه نظام انتقال السلطة من بعده، بحيث يصبح ولى عهده، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ملكاً للبلاد، وبالتالى يصبح الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد، قاطعاً الطريق على أى قيل وقال أو أخذ ورد بالنسبة لمنصب ولاية العهد.
وهكذا حسم الملك عبدالله -رحمه الله- فى حياته مسألة انتقال الحكم وترتيب السلطة.
ويبقى السؤال: وما هو شكل العهد الجديد؟ هذا هو سؤال الغد بإذن الله الذى سنحاول الإجابة عنه.