عماد الدين أديب
تعانى وسائل الإعلام بوجه عام أزمة مالية طاحنة وتزداد الحدة فى هذه الأزمة فى الصحف الورقية المطبوعة بشكل أصبح يهدد إمبراطوريات صحفية عريقة بالتوقف.
منذ أيام قامت مجموعة «بيرسون» الاستثمارية الإعلامية ببيع حقها فى مجلة «الأيكونوميست» الشهيرة بمبلغ 730 مليون دولار، وقبلها باعت حقها فى جريدة «الفايننشيال تايمز» العريقة بمبلغ 1٫3 مليار دولار.
أزمة الصحافة المطبوعة أنها تواجه أربعة تهديدات رئيسية:
1- سطوة الصحافة التليفزيونية وإقبال الجمهور على مشاهدة التليفزيون أكثر من قراءة الصحف.
2- ظهور وحش الإنترنت المفترس الذى يقدم المعلومات اللحظية بشكل يهدد أى سبق صحفى أو تميز إخبارى للصحف أو المجلات إلا فيما ندر فى مجال المقابلات الخاصة أو التحقيقات المميزة للغاية.
3- توجه المعلنين إلى إعطاء الأولوية فى توجيه إنفاقهم الإعلانى إلى التليفزيون أولاً ثم الإنترنت ثانياً، مما خفض حصة الصحافة المطبوعة بشكل مخيف.
4- انخفاض توجه المعلنين إلى الإعلان المباشر والتحول بشكل أكبر إلى وضع الموازنات الإعلانية فى رعاية الأحداث والمناسبات الكبرى مثل الرياضة أو الفن أو الأعمال الاجتماعية.
يضاف لذلك كله وقوع العالم فى أزمات مالية كبرى منذ عام 2008 وضعف الاقتصادات العالمية بشكل كبير مما يؤثر على حجم الإنفاق بشكل عام.
وفى العالم العربى هناك مئات المشروعات الصحفية والإعلامية التى تعانى مالياً من أجل البقاء على قيد الحياة والابتعاد عن خطر الإفلاس.
ذلك كله يضع الكثير من المشروعات الإعلامية أمام 3 احتمالات كلها شديدة القسوة.
الاحتمال الأول: هو الإغلاق الكامل وإعلان الإفلاس.
الاحتمال الثانى: هو إعادة الهيكلة وإحالة عشرات أو مئات إلى التقاعد بتعويضات أو دون تعويضات.
الاحتمال الثالث: الوقوع نهباً لسيطرة المال السياسى الذى يسعى لانتهاز الفرصة واصطياد المشروعات الإعلامية التى تعانى مالياً بهدف خدمة مصالح الملاك الجدد.