عماد الدين أديب
ثقافة المجتمع فى مصر تعانى حالة من الخلل النفسى الشديد!
معظم الناس يعتقدون بثقة مفرطة للغاية أنهم يمتلكون إجابات حاسمة وقاطعة عن كل الأسئلة التاريخية، ولديهم حلول جاهزة لكل المشاكل الأزلية.
هذه الرؤية المغلوطة تؤدى إلى أخطاء فادحة فى الحكم على القرارات والأشخاص والأحداث، وتؤدى إلى نتائج خاطئة واختيارات خطيرة للمجتمع.
هذا الشعور المتضاعف يظهر على قطاعات مختلفة فى المجتمع مثل السياسى الذى يخرج علينا بإجابات قاطعة لمشاكل المجتمع، والإعلامى الذى يمتلك دائماً الصواب المطلق، والداعية الذى يعرف الطريق الآمن للجنة ونعيمها، وأستاذ الجامعة الذى يدعى أنه وحده دون سواه لديه المعرفة بكل العلوم، ورجل الأعمال الذى يعتقد أن لديه ثروة أكبر من ثروة «قارون»!
هذا النوع من الشخصيات لديه بالتأكيد اهتزاز فى البصيرة والرؤية للأشياء.
هؤلاء يتصرفون كأنهم يملكون الحكمة الكاملة والرؤية الشاملة والحقيقة المطلقة.
علينا أن ندرك أن الحق المطلق الوحيد فى هذا الكون هو الله سبحانه وتعالى.
علينا جميعاً أن ندرك حجمنا الحقيقى فى هذا الكون الذى يتكون من مائة مجرة سماوية وداخل كل مجرة هناك مائة نجم!
أدرك العالم الجليل آينشتاين أن الله الذى يدير هذا الكون هو العدد اللانهائى وهو القوة الوحيدة المطلقة.
لذلك كله أشعر بالأسى والحزن الشديدين لمن يخرجون علينا فى مصر وفى العالم العربى ليل نهار بأفكار وتصريحات تبدو كأنها مقدسة وذات قيمة تافهة!
وعلينا جميعاً أن نتذكر قول سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام: «لا يدخل أحدكم الجنة وفى قلبه مثقال ذرة من كبر».
الكبر هو آفة الجهلاء!