عماد الدين أديب
اختارت هذه الحكومة منهج المواجهة المباشرة للمشكلات بدلاً من منهج التأجيل القاتل للأجيال المقبلة.
اختارت هذه الحكومة إجراء الجراحة بدلاً من إعطاء المسكنّات للاقتصاد المصرى المريض.
اختارت هذه الحكومة هدم الهياكل الإدارية الفاسدة بدلاً من سياسة ترميم الهياكل المتداعية.
أزمة هذا الاختيار الصعب أنه يحتاج إلى ثلاثة أمور:
يحتاج أولاً لخطة علمية، وثانياً يحتاج إلى خبرة بشرية فى الإصلاح، ويحتاج أخيراً -وهذا هو الأهم- إلى وقت كاف كى تظهر النتائج المتوقعة.
ومنذ عدة أيام شاهدت حواراً هاماً للأستاذ عمرو أديب وزميلته الإعلامية المتميزة رانيا بدوى فى قناة أوربت، وكان الحوار متميزاً مع وزير الاستثمار أشرف سلمان. فى هذا الحوار شعرت باطمئنان على أن قطار الإصلاح فى مصر يسير برؤية علمية وعملية تدرك طبيعة المشاكل التى يواجهها الاقتصاد المصرى.
وقد أعجبنى أن وزير الاستثمار يدرك تماماً التوصيف الصحيح لوظيفته وهى ترويج الاقتصاد المصرى.
وظيفة وزير الاستثمار ليست صناعة سياسات ولكن التسويق والترويج لخطط الاقتصاد المصرى الجديدة.
ولعل أهم ما توقفت أمامه فى حوار وزير الاستثمار هو إدراكه حقيقة معاناة المستثمر المصرى والعربى والأجنبى فى دخول السوق المصرية وصعوبة الإجراءات والتعقيدات التى يواجهها وهو يحاول جاهداً إقامة مشروعه فى مصر المحروسة.
يجب أن نعلم أن الناس من مصريين وعرب وأجانب لن يقتربوا من مصر ما دامت هناك تلك الروح القديمة التى تقابل أى مستثمر على أنه يرتكب جريمة الرغبة فى تحقيق الأرباح!
حجم الرغبة وسرعة دوران رأس المال والقدرة على تحصيله ودخوله وخروجه من المنافذ الشرعية الرسمية هى حلم أى رجل أعمال محترم يسعى للعمل فى أى زمان ومكان.
علينا أن ندرك أننا لسنا وحدنا فى هذا العالم، وأن حجم المنافسة والتسهيلات التى تقدمها أكثر من 500 دولة فى أسواق العالم تسعى إلى جذب حركة رؤوس الأموال العالمية بكل سهولة ودون أى تعقيد.
الحلول السليمة لمشاكلنا الاقتصادية تبدأ من تسهيل الاستثمار الخاص وضرب الفساد المحيط بها!!