عماد الدين أديب
زيارة المشير السيسى للسعودية خلال الساعات المقبلة ليست مجرد زيارة شكر أو مجاملة أو بروتوكول، لكنها تأتى فى ظروف إقليمية شديدة الخطورة.
والمتابع للأحداث المتلاحقة فى الأسابيع القليلة الماضية سوف يرى ملامح صورة المنطقة على النحو التالى:
1- تصريح الرئيس الأمريكى باراك أوباما منذ ساعات عن دراسة واشنطن لاحتمال توجيه ضربات جوية لتنظيم داعش فى العراق.
2- التقارب الأمريكى - الإيرانى الذى قد يتوج خلال اللقاء بينهما فى أوروبا لمتابعة الملف الأوروبى.
3- عودة الرئيس سعد الحريرى إلى بيروت بعد غياب طويل عن لبنان عقب دعم سعودى قوى بمبلغ مليار دولار لمواجهة الجيش والأمن فى لبنان للإرهاب.
4- تداعيات الوضع فى غزة واحتمالات تهدئة بين حماس وإسرائيل، وحماس وحركة فتح.
5- حالة الفوضى المخيفة التى تعيشها ليبيا وآثار هذا الوضع على مصر وتونس والجزائر.
كل ذلك يرسم صورة لوضع يعانى من الفوضى والارتباك نتيجة الحروب الأهلية الصغيرة التى تكاد تتحول إلى حرب إقليمية كبرى قد تلتهم الأخضر واليابس.
إزاء ذلك كله لا يمكن للقاهرة والرياض أن تقفا موقف المشاهد تجاه محاولات البعض لتفجير المنطقة.
والملفت للنظر أن محاولات تفجير المنطقة تواجه محاولات بتصعيد من داخلها من قبل قوى محلية من ميليشيات وقبائل وجماعات متطرفة، وأيضاً من قوى إقليمية تقودها إيران وإسرائيل وتركيا.
محاولات «التفجير المزدوج» للمنطقة من الداخل والخارج هى لعب بالنار فى منطقة تعتبر أكبر خزان نفط فى العالم. من هنا لا بد من توفير جميع أسباب النجاح الكامل لزيارة المشير السيسى للسعودية، لأن المقبل فى المنطقة أخطر وأعظم مما نواجهه الآن.