على مر التاريخ المعاصر، ومنذ قيام الحرب العالمية الثانية وحتى تاريخه، فإن الداعم الأكبر لأى قوى للتطرف الدينى هو الولايات المتحدة الأمريكية!
دائماً هناك دور واضح وصريح للولايات المتحدة فى إنشاء وتدعيم قوى التطرف الدينى.
تعالوا نستعرض خمسة نماذج -فقط- للتدليل على وجهة نظرنا:
حينما قررت واشنطن التخلى عن حليفها القوى والتقليدى محمد رضا بهلوى، شاه إيران، الذى قيل عنه أمريكياً: «إنه الصديق الأقوى لبلادنا فى منطقة الشرق الأوسط»، تم إرسال جنرال أمريكى مقرب منه كى ينصحه بمغادرة طهران فى إجازة مفتوحة كى يفتح الباب على مصراعيه لعودة آية الله الخمينى من منفاه فى باريس.
وتؤكد الوثائق الأمريكية الرسمية أن المدعى العام السابق، رمزى كلارك، قابل «الخمينى» فى منفاه فى باريس قبيل العودة بعدة أسابيع.
أيضاً لا يخفى على الجميع دور وكالة الاستخبارات الأمريكية فى صناعة وتمويل وتسليح ورعاية حركة طالبان الأفغانية فى وجه الوجود السوفيتى هناك.
وليس سراً أن الاتصالات الأمريكية مع جماعة الإخوان المسلمين بدأت منذ عام 2005 بهدف تصعيد هذه الجماعة إلى الحكم فى مصر برعاية قطرية تركية.
وليس سراً أن إصرار الرئيس باراك أوباما على سرعة تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عن الحكم كان من أجل فتح الباب على مصراعيه لوصول الإخوان للحكم.
وجاء فى مذكرات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلارى كلينتون، «أن قرار أوباما الخاص بمبارك كان خطأً كبيراً».
الواقعة الرابعة لدعم قوى التطرف الدينى تأتى من سياسات واشنطن فى دعم حركة الحوثيين فى اليمن لمواجهة تنظيم القاعدة من ناحية، وللضغط على الحدود السعودية والنظام فى الرياض من ناحية أخرى.
والآن تعيش المنطقة المشهد الأخير من لعبة الدعم الأمريكى لقوى التشدد والإرهاب الدينى من خلال «فزاعة» تنظيمى «داعش» و«جبهة النصرة» فى العراق وسوريا وليبيا.
وليس سراً أن واشنطن باركت قيام قطر وتركيا بدعم وتمويل وتسهيل انتقال وتسليح الدواعش فى هذه الدول.
وانكشف الموقف الأمريكى الآن إلى حد التعرية من خلال المواقف الأمريكية التى تطالب بـ«حل سياسى» لمواجهة «داعش»!
أى حل سياسى مع قتلة؟ أى حل سياسى مع من يدمر الكنائس ويصلب المعارضين ويحول النساء إلى سبايا ويريد إعادة المنطقة ألف عام إلى الوراء؟!
تاريخ أسود للسياسة الأمريكية مع إيران والإخوان وطالبان والحوثيين وداعش.
دائماً فتش عن الأمريكان فى المصائب!