عماد الدين أديب
ما يحدث فى اليمن هذه الأيام هو «بروفة» مؤلمة لما يمكن أن يحدث فى كثير من دول المنطقة العربية.
إنه نموذج الثورة الفاشلة والثورة المضادة الأفشل!
ثورة لم تنجح، وثورة مضادة لن تنجح!!
والمتابع المحايد للحدث يمكن أن يفهم بالضبط حقيقة ما يحدث فى اليمن.
تعالوا نستعرض هذا النموذج.
تبدأ القصة دائماً بمجموعة من المطالب الاجتماعية والسياسية الأساسية التى يعانى منها الناس.
تقوم المعارضة بتبنى هذه المطالب وتنذر الحكومة بضرورة تنفيذها.
ترفض الحكومة -كالعادة- فى البداية الاستجابة للمطالب الشعبية.
تقوم المعارضة باستغلال هذا الرفض والمطالبة بإسقاط الحكومة.
تأتى موافقة الحكومة على المطالب الشعبية متأخرة، فتقوم المعارضة برفع سقف المطالبة من إسقاط الحكومة إلى إسقاط النظام.
يتم إسقاط رموز النظام، لكن الجماهير لا تهدأ وتستمر مسألة التظاهرات والاحتجاجات الاجتماعية.
تعطى الحكومة الجديدة مهلة للجماهير للعودة إلى منازلها بعد تغيير النظام.
تخرج مجموعة من الجماهير تعطى لنفسها صفة أوصياء الثورة التى لا تتوقف عن رفع سقف المطالب وابتزاز الحكم الجديد.
تتحدى المعارضة الجديدة الحكم الجديد وترفض فض الاعتصامات.
تقوم أجهزة الأمن بفض الاعتصام، ويتم اتهام الحكم الجديد بقتل المتظاهرين.
وتدخل التجربة كلها فى حلقة مفرغة!
بئس الثورة!