عماد الدين أديب
بينما كنت أتناول «بوظة» شامية في أحد محلات بيروت الشهيرة استأذن شاب عربي في مقتبل العمر أن يجلس معي كي أساعده في الإجابة على بعض الأسئلة السياسية التي تحيره، ودار بيننا الحوار التالي: العبد لله: ماذا يشغلك يا أخي العزيز؟
الشاب: تشغلني جدا مسألة إسرائيل.
العبد لله: وماذا يقلق في موضوع إسرائيل؟
الشاب: الإجابة على أهم سؤال يشغل بالي وهو
أين تكمن المصلحة الحقيقية للدولة العبرية؟
العبد لله: ألا تتفق معي أن مصالح إسرائيل واضحة وضوح الشمس؟
الشاب: هناك ما هو ظاهر وهناك ما هو باطن!
العبد لله: أعتقد أن كل شيء بالنسبة لإسرائيل معلن بشكل واضح. إنهم يقولون منذ أكثر من قرن إنهم يريدون إقامة دولة يهودية من المحيط للخليج. الشاب: إذن دعني أسألك بعض أسئلة لعلك تستطيع أن تجد الإجابة الحقيقية عليها مثل:
1 - هل من مصلحة إسرائيل الحقيقية بقاء نظام الحكم الحالي أم زواله؟
2 - هل من مصلحة إسرائيل بقاء سوريا دولة موحدة أم دولة طوائف وعرقيات منقسمة؟
3 - هل من مصلحة إسرائيل استمرار حالة الربيع العربي وأنظمته؟
4 - هل من مصلحة إسرائيل استمرار حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتونس ونموها في الأردن وسوريا أم لا؟
5 - هل ستصل إسرائيل إلى حوار مباشر وعلاقة تعاون مع حركة حماس؟
6 - هل الأفضل لإسرائيل إقامة تسوية سياسية مع حركة فتح أم هدنة عسكرية مع حركة حماس؟
7 - هل تريد إسرائيل الاستعانة بالإسلام السني لمواجهة التمدد السياسي للإسلام الشيعي؟
8 - هل حقيقة العلاقات التركية - الإسرائيلية في مجال التعاون العسكري والتصنيع الحربي المشترك بين البلدين أكبر من حجم علاقتها مع الدول العربية والإسلامية مجتمعة؟
9 - هل تعد إسرائيل نفسها كي تحارب في صف بعض الجيوش العربية ضد إيران قريبا ولكي تشهد المنطقة أول تعاون وتنسيق عسكري عربي - إسرائيلي؟!
10 - هل يمكن أن تصل إسرائيل ذات يوم إلى تسوية حقيقية لمدينة القدس أم أن «الخزعبلات» والخرافات التاريخية الدينية ما زالت تسيطر عليها؟!
العبد لله: إنها أسئلة شديدة الصعوبة وتحتاج إلى مراكز أبحاث متخصصة للإجابة عليها!
الشاب: إنها أسئلة واضحة وصريحة لا تحتاج أي لف أو دوران في الإجابة عليها.
العبد لله: لقد طرحت كل الأسئلة حول مصلحة إسرائيل ودون أن تطرح السؤال الأهم!
الشاب: وما هو؟
العبد لله: هل تحتاج إسرائيل للقيام بأي عمل عدائي ضد العرب أم يكفي أن تتركهم وشأنهم وهم بلا شك سوف يتكفلون بتوجيه أكبر إساءة ودمار لأنفسهم!
- اكتأب الشاب من سؤالي وتركني وحدي دون أن ينطق بكلمة واحدة!
نقلا عن جريدة الشرق الاوسط