عماد الدين أديب
ما الرسالة التى تريد التفجيرات الأخيرة أن توصلها إلينا؟
إنها رسالة اليأس من قوى فشلت تماماً فى تأليب الشارع على نظام ثورة 30 يونيو.
إنها رسالة قوى ظلامية تعتقد أنها تستطيع أن تضغط بهذه التفجيرات على نظام الحكم من أجل عمل صفقة تقوم على مقايضة الأعمال الإرهابية بمكاسب سياسية. هذه الصفقة تقوم على تعهد قوى الإرهاب بإيقاف العمليات الإرهابية مقابل 3 مطالب رئيسية:
1- الإفراج عن بعض القيادات الكبرى من الإخوان من خلال قرار رئاسى بعفو صحى.
2- السماح لبعض قوى الإخوان بالنزول فى ساحة الانتخابات البرلمانية المقبلة وترك بعض الدوائر الانتخابية لهم كى يفوزوا.
3- رفع قرارات الحظر القضائى ضد جماعة الإخوان وجمعياتها وأرصدتها.
ذلك كله مقابل إيقاف التظاهرات والمسيرات الليلية وأعمال العنف والتفجير وإيقاف عمليات التصعيد السياسى والإعلامى فى الخارج.
الأزمة أن هذه التفاصيل هى مجرد كلام فى الهواء لم تصدر عن أى مصادر إخوانية موثوق بها، بل إن التعليمات الصادرة سواء من السجون حيث توجد القيادات أو التنظيم الدولى فى الخارج هى استمرار عمليات التصعيد ضد نظام ثورة 30 يونيو حتى الهزيمة.
هذا المنطق القائم على التصعيد المستمر لا يمكن أن يؤدى بأى شكل من الأشكال إلى أى نوع من التسوية.
ويبدو أيضاً أن القوى الإقليمية الحاضنة لنشاط جماعة الإخوان هى -حتى الآن- مع التصعيد.
ولا يمكن فهم عمليات التفجير الأخيرة إلا على أنها استمرار لمنهج الابتزاز ضد نظام حكم ثورة 30 يونيو من أجل عقد صفقة بعدما ثبت لديهم صعوبة إسقاط هذا النظام بشكل نهائى.
السؤال متى تدرك قوى الإخوان أن إسقاط هذا النظام مستحيل، وإضعافه بشكل مؤثر هو عمل فاشل وأن الحل الوحيد هو الاعتراف بوجوده والدخول فى حوار جدى بهدف التوصل إلى صيغة تعايش مشترك بين الطرفين. فقدت الكثير من قيادات الإخوان أى إمكانية للتعقل أو التفاهم السياسى الذى يجعلها قادرة على الدخول فى غرفة مفاوضات لإنهاء هذا الصراع الأحمق على التورتة السياسية.
تلك هى المسألة.