عماد الدين أديب
أغرب بيان سياسى صدر عن البرلمان الأوروبى هو ذلك البيان الغريب العجيب الذى صدر عن البرلمان الأوروبى حول اختفاء الشاب الإيطالى ريجينى.
بدأ البيان بواقعة اختفاء ومقتل الشاب الإيطالى، واستمر فى تفاصيله يهاجم كل التجربة السياسية المصرية المعاصرة، وانتهى فى فقرته الأخيرة يتحدث عن ضرورة المصالحة بين النظام الحاكم والآخرين، ويقصد بذلك الإخوان و6 أبريل وجمعيات المجتمع المدنى.
باختصار، البيان يبدو أنه يدافع عن حقوق الإنسان، لكنه فى حقيقته يسعى لضرب نظام 30 يونيو 2013.
البيان لا يوجه النصح لمصر، لكنه تدخل سافر فى كافة تفاصيل السيادة المصرية لنظام حكم تم اختيار دستوره ورئيسه وبرلمانه من خلال انتخابات لم يشكك أى إنسان أو أى مراقب دولى فى نزاهتها.
ورغم أن هذا البيان هو من أسوأ البيانات المغرضة التى صدرت فى حق أى دولة مستقلة، فإننى أعتقد أننا يجب ألا نفقد أعصابنا فى التعامل مع هذا البيان الوقح المستفز.
بهدوء أعصاب، وبعقل بارد، يجب أن نرد على هذا البيان كلمة كلمة، ونقوم بدحض كل الدعاوى التى أسفرت عن الوجه القبيح للبرلمان الأوروبى.
القصة ليست اغتيال مواطن إيطالى بقدر ما هى محاولة رخيصة لتشويه تجربة وطنية مخلصة لبناء دولة ترفض أن تبيع سيادتها.
القصة هى محاولة الضغط الخارجى على مصر من أجل تحطيم كل إجراءات بناء الدولة وتحقيق الاستقرار.
رغم أن البيان يحرق الأعصاب، فيجب ألا نكتفى ببيان يقول إنه مرفوض شكلاً وموضوعاً، ولكن يجب أن نرد بلغة قانونية وبوقائع وأسانيد لا تقبل التشكيك.
يجب أن نرد عليهم فى كل المحافل الدولية وبلغة يفهمها العالم المتقدم.
يجب ألا يجعلنا هذا البيان المستفز نفقد أعصابنا ويتم استدراجنا إلى حالة اشتباك متعمد.
هذا البيان يستغل حادثة الشاب الإيطالى للتعريض والتعدى على كافة سلطات مصر التنفيذية والقضائية والتشريعية.
يجب أن نسافر إليهم ونحاورهم ونرد عليهم بقوة وشجاعة دون خوف، لأنه لا يوجد لدينا ما نخجل منه.