عماد الدين أديب
قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى مقابلة صحفية لـ«النيويورك تايمز»: «إن قواعد الحرب العالمية الأولى التى كانت تنطبق على منطقة الشرق الأوسط قد تغيرت الآن».
ويبدو أن تفسير العبارة الخطيرة للرئيس الأمريكى أن مسألة تقاسم النفوذ وقواعد اللعبة السياسية فى منطقة الشرق الأوسط التى اعتمدت على اتفاقية سايكس- بيكو قد انتهت، وأن هناك قواعد جديدة تحكم المنطقة.
إذا كان كلام الرئيس أوباما صحيحاً، فما هى ملامح القواعد الجديدة؟
الإجابة المباشرة تقول إن الذى يرسم المنطقة هو قواعد الفوضى التى تتنافس على رسم ملامحها القوى العظمى من ناحية والقوى المحلية المتطرفة من ناحية أخرى.
القوى العظمى تريد الفوضى التى تؤدى إلى إعادة ترسيم المنطقة، والقوى المحلية المتطرفة تريد إسقاط الأنظمة المركزية بهدف إقامة دويلات قبلية أو مذهبية.
إذن، هناك اتفاق فى الأهداف بين القوى العظمى والقوى المتطرفة.
المذهل فى تلك المعادلة العجيبة الغريبة هو أن هدف الكبار والصغار يتحقق من خلال قتال القوى العظمى للقوى المتطرفة.
لابد أن تحدث توترات تؤدى إلى الشعور بالخطر المتزايد فى المنطقة يستدعى قيام الحكومات فى العراق وليبيا بطلب التدخل الدولى.
طلب التدخل الدولى يراد له أن يتكرر فى لبنان وفى الأردن وفى السعودية.
الأخطر أن التدخل الدولى كان يراد له أن يحدث فى سيناء تحت دعوى أن شبه جزيرة سيناء منطقة خارجة عن سيطرة الجيش المصرى، وأن استمرار هذه الأوضاع فيها يهدد إسرائيل ويهدد اتفاقية السلام، لذلك يجب التدخل!
الحمد لله، إرادة الله كانت الأقوى، ولم يتحقق لهم ما أرادوا ولم يتم التدخل.
نحن الآن نشاهد لعبة قذرة للغاية، علينا أن ننتبه لها وأن نبذل كل الجهود لفضحها وإحباطها وعدم المساعدة عليها.