المجد للشهداء
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

المجد للشهداء

المجد للشهداء

 لبنان اليوم -

المجد للشهداء

مصطفى الفقي

لا ترقى مرحلة من التضحية في التاريخ الإنسانى كله لدرجة الاستشهاد من أجل الوطن، لأنها تعنى «البطولة» و«الشجاعة» و«التضحية» والموت في سبيل المبدأ والدفاع عن الأرض والبشر والحجر، كل ذلك في وقت واحد، والذين قالوا قديمًا «المجد للشهداء» كانوا صادقين فيما يقولون، حيث أدركوا أن «أكاليل الغار» و«أقواس النصر» يجب أن توضع فوق قبور الشهداء قبل أن يستمتع بها الأحياء، ولى هنا ملاحظات أسوقها حول شهدائنا في مراحل تاريخنا المختلفة وما يتعلق بهم من شؤون وشجون، إننا نقول الآتى:

أولاً: إن الاستشهاد في سبيل الوطن هو استشهاد في سبيل الله أيضًا لأنه يعنى حالة من السمو التي لا ترقى إليها حالة أخرى، كما أن من يفقد حياته دفاعًا عن شرف بلاده وكرامة شعبه هو مقاتل جسور سعى نحو الشهادة فكتبها الله له، ولقد رفعت الديانات السماوية والأرضية مرتبة الشهداء إلى العلياء وجعلتهم في موقعٍ إنسانى مهيب يتصدّر طوائف الشعب كافة دون تفرقة أو تمييز بين هؤلاء الشهداء، لأنهم سقطوا في معارك الشرف والفداء.

ثانيًا: إن قائمة شهداء الوطن تمثل لوحة الشرف لدى شعوب العالم المختلفة الذين يحتفون باسم الشهيد ويعبرون في صدق عن تقديرهم له وحرصهم على ذكراه لأنهم يدركون أن الذي ضحى بحياته من أجل وطنه وأمته قد تجاوز كل الحدود البشرية في التضحية واستقر اسمه في تاريخ بلاده يرصع أعلى مكانٍ ويطل على وطنه وأجياله المتعاقبة بابتسامةٍ راضية من بعيد، إذ إن معظم الشهداء لا قبور لهم إذ اختلطت دماؤهم بتراب الوطن وكانوا وقودًا لحروبه العادلة ومعاركه الوطنية الشريفة.

ثالثًا: إننى ألاحظ ـ وبشىءٍ من الأسف والأسى ـ أن تكريمنا لشهدائنا لا يرقى إلى المستوى المطلوب تاركين لهم حسن المثوبة من رب العالمين، بينما تبدو أهمية الجانب الدنيوى في التكريم ذات أهمية خاصة لأنها تقدم النموذج أمام الأحياء وتعطيهم إحساسًا بأن الشهداء لا يموتون ولا تحتويهم زوايا النسيان بل على العكس هم حاضرون في ضمير أمتهم يعيشون في تاريخها عبر العصور، تحتفل بهم شعوبهم ويفخر بهم أبناؤهم وذوو القربى منهم، فالشهادة في سبيل الوطن لا يعلوها غيرها أبدًا.

رابعًا: إن اسم الفريق «عبدالمنعم رياض» يرصِّع سماء الوطن منذ أن استشهد وهو رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الذي سقط وسط جنوده في موقع متقدم على جبهة القتال، وما أكثر شهدائنا عبر تاريخنا الطويل، بل إن معظمهم يمثلون أسماءً غابت وتاهت في دهاليز التاريخ العسكرى والمدنى للبلاد حتى لم نعد نتذكر بعضهم، ولقد شهدت بعينى رأسى أسر بعض الشهداء وهم يعانون من نقص التكريم وضعف الاهتمام بل وغياب الرعاية لأن التعويض المادى ليس هو المطلوب وحده ولكن هناك ماهو أكبر وأهم وأعنى به التعويض الإنسانى الذي يرفع «اسم الشهيد» ويضع كرامته فوق الرؤوس ولا يسمح لاسمه الخالد بأن يدخل في زوايا النسيان بل يزال حاضرًا في ضمير أمته تزهو به وتفاخر في كل حين.

خامسًا: نعم.. نحن نطلق أسماء الشهداء على بعض الشوارع والميادين والمؤسسات والمدارس والمستشفيات والمنشآت العامة ولكن لا توجد عدالة في ذلك، فلكل شهيدٍ ظروفه فمنهم من نال جزءًا لا بأس به من التكريم ومنهم من لم ينل نفس الدرجة من الاهتمام لأنها ظروف دولة وأحوال شعب وضمير أمه، وأنا أعلم أن إدارات رعاية الشهداء في القوات المسلحة والشرطة بل والمعنيين بشأنهم في الجهات المدنية يحاولون جميعًا أن يجعلوا من الشهيد طاقة ضوءٍ تعزز دوره وتكرمه أمام الجميع وتضعه في سجل الخالدين، ولكن ذلك كله لا يكفى إذ لابد من المتابعة الأخلاقية الأبوية لأبناء الشهداء وأسرهم، فأنا أعرف صحفيًا مرموقًا سقط والده شهيدًا في حرب 1967 ونال اسمه بعد ذلك «نجمة سيناء» ولكن الابن الذي يقترب من سن التقاعد حاليًا لم ينل في مقابلها لا تكريمًا ماديًا ولا معنويًا!

.. سيطرت على خاطرى قضية الشهداء في الأيام الأخيرة وأنا أرى من يتساقطون دفاعًا عن «مصر»ـ الهوية والحياة والمستقبل ـ وكيف أنهم يدفعون الضريبة عنَّا في صمت وينسحبون في هدوء! لذلك فإننى أقول طوبى لهؤلاء العظماء والمجد دومًا للشهداء.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجد للشهداء المجد للشهداء



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon