خالد زيادة

خالد زيادة

خالد زيادة

 لبنان اليوم -

خالد زيادة

مصطفي الفقي

مفكر لبنانى كبير، مؤرخ عربى مرموق، هو حالياً سفير الجمهورية اللبنانية فى «القاهرة»، ينتمى إلى واحد من البيوتات العريقة فى «طرابلس الشمال»، وقد أحسنت الحكومة اللبنانية صنعاً بأن تبعث سفيراً لها فى «القاهرة» مثقفاً كبيراً بحجم «خالد زيادة» حتى يكون جسراً لمزيد من التواصل بين بلدين اشتركا معاً فى بناء الكيان الثقافى العربى الحديث، إنه يأتى من بلد «جبران خليل جبران» و«ميخائيل نعيمة» و«خليل مطران» و«جورجى زيدان» و«مى زيادة» و«شكيب أرسلان» وغيرهم من الكواكب اللامعة فى تاريخ الحضارة العربية الحديثة، والذى يدهشنى فى شخص «خالد زيادة» أنه يجمع بين الدراسة التاريخية واللغة الأدبية إلى جانب التحليل السياسى والفلسفة النقدية، ولقد اهتم بفترات معينة من تاريخ مصر الإسلامية خصوصاً مع «العصر المملوكى» وما بعده من عقود الاستنارة التى شهدها التاريخ المصرى الحديث،
ولقد عرفت «خالد زيادة» على المستوى الشخصى منذ تبوأ موقعه الدبلوماسى فى «القاهرة» بينما كنت أسمع عنه وأقرأ له من قبل ويشاركنى فى ذلك آلاف المثقفين المصريين ممن أعجبوا بفكره واهتموا بمتابعة كتاباته عبر السنين، فهو أستاذ جامعى فى المقام الأول قذفت به المحاصصة الطائفية إلى «سفارة لبنان» فى «القاهرة» باعتباره مسلماً سنياً وإن تفاوت تطبيق القاعدة بين مناسبة وأخرى وفقاً للمزاج اللبنانى بدءاً من «ميثاق 1943» وصولاً إلى اتفاق «الطائف» فى نهاية «الحرب الأهلية اللبنانية» الدامية وإن كانت القاعدة ليست ثابتة دائماً فقد أرسلت «لبنان» إلى «مصر عبدالناصر» سفيراً مسيحياً كان قريباً منه وهو الراحل «جوزيف أبوخاطر»، ولا شك أننا نحن المثقفين المصريين نزهو بوجود «خالد زيادة» بيننا، ونرى أن اختياره كان تكريماً لمصر واعترافاً بمكانتها الثقافية وريادتها الفكرية خصوصاً أن «خالد زيادة» يمثل نموذج العلاقة بين المثقف والسلطة من خلال اختياره موضوعات ذكية يكتب فيها عن علاقة المفكر بالسلطان ويمزج التاريخ الوثائقى بالتحليل الموضوعى لتخرج كتبه وكأنها بوتقة رائعة امتزجت فيها أطياف الفكر بألوان الثقافة مع صوت التاريخ الحى الذى لا يموت أبداً،
ولحسن حظى أنا وزملائى من أعضاء «الصالون الثقافى العربى» الذى أسسه الدكتور «قيس العزاوى» المندوب المقيم للعراق لدى «جامعة الدول العربية» تحت رئاسة الفقيه الدستورى الدكتور «يحيى الجمل» الذى كان وزيراً فى عصر الرئيس الراحل «السادات» ثم أصبح نائباً لرئيس الوزراء بعد «ثورة يناير 2011»، وما أكثر الجلسات الفكرية المتوهجة التى جمعتنا كمجموعة من أقطار عربية مختلفة بينها قاسم مشترك يسهل التعرف عليه وأعنى به حالة التوحد الفكرى والإنسانى المعروفة بها «مصر» دائماً، ولم تمنع الوظيفة الدبلوماسية الدكتور «خالد زيادة» من أن يصدر عدداً من كتبه الجديدة من دار النشر المصرية اللبنانية حتى أصبحت تلك الكتب علامات مضيئة فى وقت استبد فيه الظلام وغابت الكفاءات وسيطرت فصائل متطرفة على المشهد اليومى فى معظم الأقطار العربية.
تحية لـ«خالد زيادة» المفكر الصديق، والعربى الأصيل، الذى يلعب دوراً ملموساً فى حركة التقدم التى يدفع فيها إلى الأمام عبر السنين طوال مسيرة عمره الزاهر.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خالد زيادة خالد زيادة



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon