تاريخ ما أهمله التاريخ «مصر» أيقونة الدهر
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

تاريخ ما أهمله التاريخ: «مصر» أيقونة الدهر

تاريخ ما أهمله التاريخ: «مصر» أيقونة الدهر

 لبنان اليوم -

تاريخ ما أهمله التاريخ «مصر» أيقونة الدهر

بقلم : مصطفى الفقي

يقولون عنها إنها «كنانة الله فى الأرض»، و«المحروسة» دائمًا، وهذه ليست عبارات إنشائية فارغة المضمون، ولكنها توصيف صحيح لمكانة «مصر» جغرافيًا وتاريخيًا، ثقافيًا وحضاريًا، وقد أوجع الانفجار الإرهابى فى «الكنيسة البطرسية» منذ أيام قلب «مصر» المثقل بالآلام والمعاناة والهموم، وقد قفزت إلى ذهنى تلك الأعداد الكبيرة من قوافل الشهداء التى قدمتها «الكنيسة القبطية» منذ عدة قرون عندما كانت كلمة «عصر الشهداء» تشير مباشرة إلى فترة اضطهاد «الرومان» للمسيحيين المصريين، حيث تدافعت مواكب الشهداء باسم الدين، ولكن ها هم الآن يُستشهدون باسم الوطنية المصرية، ولقد تابعت جدلاً مريضًا فى الأيام الماضية حول ارتباط الضحايا الأقباط بكلمة الشهداء، وكأنما نستكثر على مَن فقدناهم أن يُرصِّع الوطن أسماءهم بعبارة الشهيد!.

وبالمناسبة فهى ليست عبارة دينية يرى الناس أنها صك رحيل إلى الجنة، ولكن الأمر يختلف عن ذلك، فالاستشهاد درجة من درجات الوطنية ورتبة من رتب التميز فى خدمة الوطن والموت فى سبيله، فالشهيد- مسلمًا أو مسيحيًا- حسابه عند ربه، ولكنه يحظى بالمكانة العليا عند وطنه، إذ لا تعلو على الشهادة منزلة أخرى، فهى أعلى الأوسمة الوطنية وأشرفها على الإطلاق، لذلك نردد دائمًا عبارة: (المجد للشهداء)، فـ«الشهادة» ليست منحة دينية فقط، ولكنها وسام وطنى يحمله كل مصرى يمضى إلى رحاب ربه قتيل حرب أو ضحية إرهاب.

إن «مصر» تواجه أعتى التحديات، إذ تَنَكَّر لها بعض الأصدقاء، وخاصمها بعض الأشقاء، ولكنها تظل صامدة صلبة تقف على أعمدة قوية، شيدتها الحضارات المتعاقبة، وصاغتها آمال شعب يسعى من أجل الحياة، وهو يدرك أن الفجر يلوح فى الأفق، وأن الشمس- وإن غابت بعض الوقت إلا أنها- ستشرق من جديد، إننا نقول ذلك، ونحن نعلم أن الأوطان لا يبنيها إلا أبناؤها، وأن الكرامة الوطنية لا تحافظ عليها إلا شعوبها، ولن تعيش «مصر» على القروض الأجنبية أو المعونات الأخوية، وعلينا أن نحمد الله أن الأمور تكشفت، وأن الصورة غدت واضحة أمام كل ذى بصيرة، ولم يعد لدينا إلا مزيد من الدم والعرق، ولا أقول الدموع، لأن كبرياء أحفاد الفراعنة يجعل بكاءهم عملًا مستمرًا وإخلاصًا حقيقيًا وإصلاحًا جذريًا فى كافة نواحى الحياة، بعد أن تفرغوا طويلًا للثرثرة وترديد الشعارات الجوفاء وتكرار صياغات لا معنى لها، فأصبح من المتعين علينا أن نُحيل لقب «ناشط سياسى» إلى «مُنتِج وطنى»، كما أن الثورة ليست عملية مستمرة، ولكنها بوابة لطريق طويل من الإصلاح والبناء والتشييد والعمران حتى تتحول إلى ثورة صناعية وثورة زراعية وثورة خدمية تنتشل التعليم والصحة والعشوائيات وترفع قيمة الوطن فى كافة المجالات، وليسمح لى القارئ بأن أطرح أمامه محاور ثلاثة للإصلاح فى المجتمع المصرى:

أولًا: إن الإصلاح الثقافى يجب أن يتصدر قائمة أولويات تحركنا نحو المستقبل، إذ إن جزءًا كبيرًا من أزمتنا يكمن فى التقاليد البالية

والأفكار العتيقة والرؤى الضبابية، فضلًا عن شيوع الخرافة وغياب النظرة العلمية للحقائق والآراء، لذلك فإن ما نردده فى الفترة الأخيرة حول «تجديد الخطاب الدينى»، إنما هو إشارة مباشرة إلى حياتنا الثقافية وأمراضنا الاجتماعية، لأن الدين مُكوِّن رئيس فى تشكيل وجدان الشعب المصرى وتحديد هويته، والمقصود هنا هو رفع درجة الاستنارة وتسليط الضوء على صحيح الدين واستيعاب مقاصد الشريعة وإعمال فقه الأولويات، لأن نبى الإسلام هو الذى قال: (أنتم أعلم بشؤون دنياكم)، ونحن نبحث عن تحويل التدين إلى طاقة إيجابية تدعو إلى الفضيلة وتحض على مكارم الأخلاق وتهذب الأجيال الجديدة بدلًا من التطرف والغلو والعنف والإرهاب، فتلك مفردات ننأى بالدين الحنيف عنها، فهو أسمى من أن يهبط إليها أو ينزلق نحوها، لذلك فإن الإصلاح الدينى والاجتماعى هما أمران متلازمان، ولنا فى الإمام المجدد «محمد عبده» قدوة ومثل!.

ثانيًا: إن الشعوب كالجيوش تمشى على بطونها وتسعى لتلبية احتياجاتها، ويجب أن تأكل مما تزرع وأن تلبس مما تصنع، لا أن تتحول إلى تجمع استهلاكى ضخم يستورد كل احتياجاته ويعيش عالة على غيره، فالنهضة الاقتصادية الحقيقية هى التى تقوم على التوسع الزراعى والصناعات الغذائية، وتعطى عملية التصنيع عمومًا وزنها الحقيقى فى إطار التنمية الاقتصادية، لأن الصناعة وحدها هى التى تُحيل العلم النظرى إلى تكنولوجيا عملية، خصوصًا أن لدينا كوادر فى كافة المجالات، وقد يكون عنصر «التدريب» أحد الاحتياجات المُلحِة لإعادة تأهيل مئات الألوف من الخريجين العاطلين وتحويلهم إلى قوى منتجة فى مجتمع يحتاج إليهم.

ثالثًا: إن التخلف السياسى هو جوهر البلاء ومصدر الشقاء، لأن الإرادة السياسية هى صانعة التحول إلى الأفضل، كما أن الأجواء العامة والبيئة السياسية تفتقر إلى المفهوم الحقيقى للحرية، على اعتبار أن حقوق الإنسان قد أصبحت بُعدًا أساسيًا فى تكوين المجتمعات وتقويم مسار الشعوب، لذلك فإن الإصلاح السياسى يتصدر قائمة العوامل الأخرى فى إطار العملية الإصلاحية الشاملة، التى تقوم على رؤية متكاملة وإرادة صادقة.

إننى من المؤمنين بالوطن المصرى والقدرة الهائلة لأبنائه على ولوج طريق المستقبل، كما أننى مدرك جيدًا طبيعة المصاعب التى تواجهنا والتحديات التى تعترض طريقنا والمعاناة التى يتحملها شعبنا، ولكننى أقول لهم جميعًا ما قاله «أبوالقاسم الشابى»:

إذا الشعب يومًا أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر!

المصدر : صحيفة اليوم السابع

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ ما أهمله التاريخ «مصر» أيقونة الدهر تاريخ ما أهمله التاريخ «مصر» أيقونة الدهر



GMT 21:23 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

قصر خديجة

GMT 21:54 2021 الخميس ,11 آذار/ مارس

حارس الوحدة الوطنية

GMT 11:38 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

السودان فى مفترق الطرق

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,19 آب / أغسطس

دول الخليج والقضية الفلسطينية

GMT 05:36 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

في حضرة العلماء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon