ضجيج الأفراح وتصوير العزاءات
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ضجيج الأفراح وتصوير العزاءات

ضجيج الأفراح وتصوير العزاءات

 لبنان اليوم -

ضجيج الأفراح وتصوير العزاءات

بقلم :مصطفى الفقي

لقد كتبت كثيراً من قبل عن تقاليد الطبقة القادرة اقتصادياً والنخبة المتميزة اجتماعياً فى مناسبات الأفراح والعزاءات، وأبديت دهشتى دائماً لما نشهده فى تلك المناسبات من إسراف لا مبرر له وبذخ لا طائل من ورائه، وإذا نظرنا إلى الحدثين رغم تناقضهما واختلافهما من أفراح إلى أتراح فإننا نشير إلى المظاهر الآتية:

أولاً: إن حفل الزفاف فى «مصر»- حالياً- هو ضرب من السفه والانسياق وراء المظاهر غير المبررة وتنافس فى التفاخر الذى يعكس سطحية الرؤية وسذاجة التفكير، ولو أن هذه الأسر القادرة قد وجهت أموالها لخدمة العروسين وتأمين مستقبل أبنائهما لكان الأمر أجدى وأفضل عشرات المرات، خصوصاً أن تلك الحفلات تبدو مزعجة للغاية بما فيها من ضجيج موسيقى وغنائى لا يسمح لمن يجلس على مقعد بأن يتحدث إلى من بجواره، فالموسيقى تعلو حتى تحدث نوعاً من التلوث السمعى الذى يجعل الحاضرين فى حاجة إلى الخروج من دائرة المكان قبل أن يأتيهم الصمم، ناهيك عن وقوف الشباب يعبرون عن مشاعرهم برقصاتهم الانفعالية ولا بأس من ذلك، ولكنهم يحجبون الرؤية، حتى إننا فى كثير من حفلات الزفاف لا نرى العروس وزوجها القادم، لذلك تعلمت من الراحل د. «أسامة الباز» أن أدخل من أحد أبواب القاعة لأمضى فترة وجيزة أحاول فيها الوصول إلى والدى العروس وعريسها لتقديم التهنئة وإزجاء التحية ثم أنصرف من باب آخر، ولذلك لا تتحمس زوجتى للحضور حتى أكون خفيف الحركة فى الخروج السريع.

ثانياً: نشكو ويشكو الجميع من هذه المظاهر الخادعة، ولكننا عندما نواجه ذلك الموقف فى تزويج أبنائنا وبناتنا فإننا نمضى على نفس الطريق دون أن يملك بعضنا الشجاعة لتحويل الزفاف الصاخب إلى حفل استقبال هادئ تعطيه الموسيقى الهادئة جواً من البهجة التى تتسلل إلى النفوس، ويقف العروسان على باب الحفل هما وذووهما يستقبلون المهنئين فى سعادة وهدوء، مثلما يفعل الغربيون وغيرهم من الشعوب التى قطعت أشواطاً نحو الرفاهية الحقيقية والرقى الاجتماعى بكافة مظاهره وجوانبه، والغريب فى الأمر أننا نحن من ننتقد هذه التصرفات نجد أنفسنا مجبرين أمام عواطفنا تجاه أولادنا لنمضى على نفس الطريق فى تقليد أعمى ودون وعى حقيقى.

ثالثاً: وليدرك الجميع أن النفقات الباهظة للأفراح والمجاملات الزائدة فيها يمكن توجيهها إلى أوجه البر ورعاية الأسر المحتاجة، وأنا أتذكر أن أحد أصدقائى فى زفاف ابنته قد وضع صندوقاً فى مدخل الحفل وأبلغ كل المدعوين بأن من يريد إرسال باقة ورد للعروسين أو هدية لهما عليه أن يضع المبالغ المتاحة فى هذا الصندوق، والذى سوف يجرى توجيهه إلى مصارف الخير وأوجه البر والإحسان، وهذا تقليد يُحمد لمن فعله ويبدو قدوة يجب أن نفكر فيها.

رابعاً: أما عن العزاءات فحدث ولا حرج، حيث تفاجئنا الآن الكاميرات التليفزيونية لتصوير العزاءات فى تفاخر غير مقبول للحظاتٍ حزينة يجب أن يسود فيها الصمت والتأمل، وتتغلب فيها فلسفة الحياة والموت بدلاً من أن تتحول إلى شريط سينمائى لم يكن معتاداً من قبل، بينما الأصل فى العزاء أن ينصت الناس إلى قارئ القرآن الكريم فى عظة وخشوع بدلاً من اللقطات التليفزيونية والأحاديث التى تأتى فى غير موضعها، لأن للموت جلاله وللعزاء طقوسه، فهو تعبير عن المشاطرة فى الأحزان والمشاركة فى الخطوب.

هذه ملاحظات موجزة لأمراض اجتماعية وأعراض لثقافة وافدة تؤدى إلى سلوك إنسانى لم يكن معروفاً من قبل، ولعلى أقول هنا إن جزءاً كبيراً من تقاليدنا الاجتماعية وقيمنا الجديدة يحتاج إلى هزة كبيرة تؤدى إلى ترشيدٍ لمظاهر حياتنا والمناسبات المهمة فى مجتمعاتنا، ولعل مشهدى الزواج والوفاة هما تعبيران عن ذلك، ولقد لفت نظرى مؤخراً العزاء المشترك للرجال والنساء، كل فى ناحية داخل القاعة الواحدة، وذلك تصرف متحضر يوفر للزوج والزوجة تأدية واجب العزاء فى نفس الوقت وذات المكان!.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضجيج الأفراح وتصوير العزاءات ضجيج الأفراح وتصوير العزاءات



GMT 21:23 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

قصر خديجة

GMT 21:54 2021 الخميس ,11 آذار/ مارس

حارس الوحدة الوطنية

GMT 11:38 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

السودان فى مفترق الطرق

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,19 آب / أغسطس

دول الخليج والقضية الفلسطينية

GMT 05:36 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

في حضرة العلماء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon