من شنودة الثالث إلى تواضروس الثانى
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

من شنودة الثالث إلى تواضروس الثانى

من شنودة الثالث إلى تواضروس الثانى

 لبنان اليوم -

من شنودة الثالث إلى تواضروس الثانى

بقلم: مصطفي الفقي

ربطتنى علاقة قوية وصلة متينة بالبابا الراحل «شنودة الثالث»، فقد كان شخصية اجتماعية صقلتها الحياة، وعركتها الأيام، فقد كان صحفيًا وشاعرًا وضابطًا احتياطيًا فى القوات المسلحة، وانضم إلى حزب الكتلة بزعامة «مكرم عبيد» فى فترة من حياته ونقل عن زعيم ذلك الحزب العبارة التى كان يكررها دائمًا «مصر ليست بلدًا نعيش فيه، ولكنها وطن يعيش فينا»، وقد جلس على كرسى البابوية لما يزيد على أربعين عامًا حافلة بالأحداث الجسام والمواجهات الحادة، منذ اصطدم مع الرئيس الراحل «أنور السادات»، حيث لعبت الكيمياء العكسية دورًا فى توسيع الهوة بين الشخصيتين حتى سحب «السادات» اعتراف الدولة بـ«خاتم شنودة» الذى آثر النفى الاختيارى إلى الدير خارج «القاهرة» لعدة سنوات، ولقد اكتسب البابا الراحل شعبية كبيرة على المستويات المحلية والعربية والدولية حتى كانت بعض الدول تطلق عليه «بابا العرب»، باعتباره الأب الروحى لأكبر تجمع مسيحى فى الشرق الأوسط، وفى ظنى أن الرجل قد رحل فى التوقيت المناسب ولو أنه عاش ليرى ما يراه البابا «تواضروس الثانى» الذى خلفه على الكرسى البابوى لكانت معاناته شديدة وآلامه قاسية فقد كان البابا «شنودة الثالث»، برغم عمق تجاربه شخصية حدية ذات ردود فعل عنيفة أحيانًا حتى تعود كثيرًا على الاعتكاف احتجاجًا والابتعاد للتعبير عن الرفض،

بل وإيقاف الاحتفال ببعض المناسبات الدينية تعبيرًا عن الغضب أو الحزن، ومثل هذه الشخصيات فى ظل أحداث السنوات الأخيرة كان يمكن أن تؤدى إلى صدامات مستمرة وأزمات حادة، ولكن يبدو أن الله يختار لكل عصر رموزه ولكل أوان من يناسبه، فالبابا «تواضروس الثانى» شخصية استثنائية بجميع المعايير بصبره الطويل وحزنه النبيل ووطنيته المفرطة، وهو لا يتخلى عن مسؤولياته، ولا يتقاعس فى واجباته، ولكنه يدرك المخاطر التى تحيط بالوطن عمومًا وبالأقباط تحديدًا، فيتصرف بحكمة بالغة وهدوء شديد حتى تصل رسالته عميقة ومؤثرة، فصمته حديث وصبره رسالة وكلماته مؤثرة، ويكفى أن نتذكر أنه هو القائل: «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، ولقد عرفته منذ سنوات، واكتشفت أن الفارق بينه وبين البابا «شنودة الثالث» أن البابا الراحل كان خريجًا من «قسم التاريخ» فى «كلية الآداب» بينما البابا الحالى خريج «كلية الصيدلة» التى ينتمى إليها كثير من رموز الكنيسة القبطية، وفى مقدمتهم الأب «متى المسكين» الذى كان يملك «أجزاخانة مصر» فى ميدان «الساعة» فى «دمنهور» حتى نهاية أربعينيات القرن الماضى، وكان الأب «متى المسكين» موضع أحاديث متصلة بينى وبين البابا «شنودة الثالث»، وتطرقت معه كثيرًا إلى قصة الخلاف بينهما، ولكننى أشهد أن البابا الراحل كان يتحدث عن الأب «متى المسكين» حديثًا طيبًا ويضع الخلاف فى موضعه الطبيعى، ولا يتجاوز بالمشاعر إلا بالرضا الزائد والقبول العاقل، ولقد كان «شنودة الثالث» هو (عبقرى المودة) كما أطلق عليه ذات يوم صديقه الراحل د. على السمان، وعندما كنت أتحدث- وأنا المهتم بالحياة السياسية قبل غيرها- عن الخلاف بين البابا الراحل والرئيس «السادات» الذى كان رجل دولة من طراز متميز، كان الحبر القبطى الأعظم يتحدث عنه حديث الذكريات، دون كراهية أو غضب، وتلك سمات رجال الدين الذين يعرفون أن الحياة نسيان وغفران.

إن المقارنة بين البابا «شنودة الثالث» والبابا «تواضروس الثانى» هى مقارنة ظالمة، فالأول أمضى على كرسى البابوية أربعة عقود، بينما لا يزيد الثانى فى مقعده لأكثر من أربع سنوات، وهو يمثل جيلًا جديدًا يوازن بين رعاية الطائفة وشؤون الوطن، دون تفريط أو تقاعس أو تهاون، وأتذكر الآن عندما كنت أسأل البابا «شنودة الثالث» دائمًا سؤالى المعتاد: ما هو رأيك فى أوضاع الأقباط فى وطنهم «مصر»؟ فكان يقول لى على الفور: لا يوجد اضطهاد بالمعنى الحقيقى ولا تمييز محدد، ولكن بالتأكيد توجد درجة من التهميش يجب أن يواجهها ولى الأمر، وأن تتصدى لها الدولة، وكنت أرى من منظور آخر أن المحنة قد جاءت نتيجة التغييرات التى طرأت على العقل المصرى، ووفدت على الشخصية المسلمة مع رياح هبت علينا من مناطق أخرى من عالمنا، وكنت- ولاأزال- أرى أن التطرف والتشدد والغلو والتعصب هى المصادر الطبيعية للإرهاب الذى يضرب الكنائس والمساجد، ويروع الآمنين، ويقتل الأبرياء، ومازلت أتذكر أن البابا «شنودة الثالث» المعروف بقدرته على سك العبارة الساخرة قد قال لى ذات يوم «إنه عندما بدأ تنظيم (التكفير والهجرة) بدأ الأقباط- نحن- فى تنظيم التفكير فى الهجرة!».

رحم الله البابا «شنودة الثالث» قدسًا وطنيًا دافع عن القضية الفلسطينية حتى رحيله، وأعطى الله البابا «تواضروس الثانى» مزيدًا من الصحة، محافظًا على حكمته، مؤمنًا بأمته، مخلصًا لكنيسته.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من شنودة الثالث إلى تواضروس الثانى من شنودة الثالث إلى تواضروس الثانى



GMT 22:06 2023 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

وحدة السودان والمخاطر المحتملة

GMT 19:12 2023 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

يوم لن يتكرر

GMT 20:43 2023 الخميس ,04 أيار / مايو

اعترافات

GMT 18:42 2023 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

الأكراد والأمازيغ رؤية عربية

GMT 22:18 2023 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

«إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon