«الدب» والمياه الدافئة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

«الدب» والمياه الدافئة

«الدب» والمياه الدافئة

 لبنان اليوم -

«الدب» والمياه الدافئة

مصطفي الفقي

عندما كنا ندرس تاريخ العلاقات الدولية فى القرن التاسع عشر وما بعده كانت العبارة التالية تتردد فى معظم الكتب والدراسات المعنية بالسياسة الخارجية الروسيةــ قيصرية أو سوفيتيةـ (إن «الدب» يسعى إلى المياه الدافئة) لأن الذى يدرس الخريطة التى تحدد ملامح جغرافية «روسيا» سوف يكتشف أنها دولة قارية كبرى تشغل مساحة فى «شرق أوروبا» وتمتد فى «شمال آسيا» لتصل إلى حدود القوى الكبرى فى تلك القارة الضخمة وهى تعانى تاريخيًا وجغرافيًا من البحار المغلقة أو المياه المتجمدة لذلك فهى تسعى دائمًا نحو البحار المفتوحة وتتجه أحيانًا إلى الجنوب الشرقى ولكن دائمًا إلى الجنوب الغربى لعلها تصل إلى الشواطئ التى تسمح لها من النواحى الاستراتيجية أن تنتصر على الوضع «الجيوبوليتيكى» الذى فرضته الطبيعة عليها، وعندما هزمت «اليابان» «روسيا» عام 1905 تحطم الوهم الروسى فى الوصول إلى «بلاد الشمس المشرقة» ولكن ظل سعيها دؤوبًا للسيطرة على مناطق خارج حدودها ساعدها فى ذلك «الأيديولوجية الماركسية» والتبشير بـ«المجتمع الشيوعى» القادم فامتد نفوذها الكاسح فى شرق «أوروبا» ثم اتجهت «روسيا السوفيتية» بعد ذلك جنوبًا نحو «الشرق الأوسط» حيث فصلت إلى حد كبير بين «الأيديولوجية الماركسية» البحتة والتطبيق الاشتراكى المعتدل فحققت غزوًا ناجحًا لجيلين كاملين من أبناء المنطقة العربية إلى أن فتح لها الزعيم الراحل «جمال عبدالناصر» ساحة «الشرق الأوسط» من خلال البوابة المصرية وفى كل الأوقات كان حلم المياه الدافئة يراود العقل الروسى دون توقف، وقد جاء على «موسكو» حين من الدهر بدت فيه شاحبة متراجعة بعد سقوط «الاتحاد السوفيتى السابق» وساد إحساس دولى عام بأننا لو رفعنا الترسانة الهائلة للسلاح الروسى فإننا نكون أمام دولة من دول العالم الثالث ولم تعد «روسيا الاتحادية» ندًا لـ«الولايات المتحدة الأمريكية» لأكثر من عقدين أو ثلاثة من الزمان حيث انتقل العالم من «الثنائية القطبية» فى العلاقات الدولية إلى «نموذج القطب الواحد» وسلم الجميع بأن «الولايات المتحدة الأمريكية» هى القوة الوحيدة الأعظم فى الكون، وبدون مقدمات طويلة برزت شخصية أسطورية على المسرح الروسى وأعنى بها ضابط الاستخبارات السابق «فلاديمير بوتين» الذى استطاع أن يعيد لـ«روسيا» هيبتها وأن يزاحم سياسات «واشنطن» بل وتمكن فى النهاية من كشف جزء من أوهام السياسة الأمريكية على نحو هز ثقة بعض حلفائها بها ولعل المشهد الحالى فى «الشرق الأوسط» هو خير شاهد على ما نقول فقد تمكنت «موسكو» ببراعة خاطفة من أن تسرق الأضواء وأن تجعل التركيز على ما تقوم به كما لو كان هدفًا دوليًا وإقليميًا بالرغم من أنه يحقق فى الأصل هدفًا روسيًا بحتًا، فالطيران الروسى الذى يدك القواعد العسكرية ومراكز التسليح لتنظيم «داعش» الإرهابى لا يفعل ذلك من أجل عيون شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها فقط ولكنه يسعى إلى ضرب المعارضة السورية والإجهاز عليها والتمكين لنظام «بشار الأسد» باستعادة ما فقده من أراضٍ ومدن لأن «موسكو» مازالت تراهن على «نظام الأسد» باعتباره الضامن الباقى للنفوذ الروسى «شرق البحر المتوسط» والذى يفتح لقاعدتها البحرية موقعًا على المياه الدافئة فليس يعنى «موسكو» أن تظل «سوريا» دولة متماسكة موحدة ولكن الذى يعنيها هو أن يظل نظام «الأسد»ــ أو أقرب بديل إليه ــ ضامنًا للمصالح الروسية مع التواجد فى المياه الدافئة لـ«البحر الأبيض»، و«بوتين» يدرك أن «إيران» تبارك فى صمت ما يفعل، وأن «تركيا» ترفض فى صخب ما يقوم به! ولكنه يدرك أيضًا أن «الولايات المتحدة الأمريكية» لن تسعى إلى مواجهة معه بسبب ضعف مصداقيتها فى المنطقة وترددها الطويل فى مواجهة تنظيم «داعش» الذى لم تواجهه بحزم منذ البداية ربما لأنها شاركت من قبل فى صنعه! أما الدول العربية الأخرى فهى تتوافد على العاصمة الروسية تباعًا اعترافًا بدورها وتسليمًا بأهميتها، و«الدب الروسى» صاحب «اليد الثقيلة» يدرك جيدًا أن تنظيم «داعش» الإرهابى إنما يتكون فى أساسه من فلول الجيش العراقى عندما فعل القائد الأمريكى «بريمر» جريمته التاريخية بحل ذلك الجيش بعد الغزو مباشرة يضاف إليه مجموعة كبيرة من محاربى «الشيشان» الذين يستهدفهم «بوتين» ويتعقبهم فى كل مكان، فـ«الدب الروسى» لم يقدم على المغامرة العسكرية الضخمة لكى يفتح مستنقعًا يغرق فيه ولكنه يسعى إلى تكريس دوره فى المنطقة وفرض سيطرته على أطرافها واستعادة دور «روسيا» الدولى من خلال بوابة «الشرق الأوسط» بعدما حاول ذلك منذ سنوات قليلة من خلال بوابة الجوار المباشر فيما يسمى بالصراع حول «القرم»، إن «بوتين» الذى افتتح أكبر مسجد إسلامى فى «أوروبا» منذ أسابيع فى «موسكو» لا يعادى «الإسلام» دينًا ولكنه يرفض توظيفه كسياسة تعادى البشر فى كل مكان، فالإسلام أعظم وأرفع وأكبر من أن تقيم باسمه جماعة إرهابية دولة تنسب نفسها إلى ذلك الدين الحنيف، إنه «الدب» الذى يسعى إلى المياه الدافئة يغلف أهدافه القومية بمبادئ دولية ومصالح إقليمية ويطرح مبدأ حماية أقليات «شرق أوسطية» عانت كثيرًا فى السنوات الأخيرة..

 إن «الدب» قد دوخ الغرب «فى حربين عالميتين ووضع» الإمبراطورية العثمانية «فى حجمها الطبيعى وظل دائمًا ينظر إلى المنطقة العربية فى رغبة كامنة وتطلع حذر لأنه لا ينسى أبدًا أهمية موقعها الجغرافى وإطلالتها على البحر الدافئ المفتوح فضلًا عن قيمتها الاستراتيجية المتزايدة فى أعين «الغرب» وحلفائه، ولا يخالجنى شك فى أن «الدب الروسى» ليس من السذاجة بأنه لم يخطر «إسرائيل» بعملياته العسكرية لأنها طرف فاعل فى تلك المنطقة شديدة الحساسية بالغة التعقيد، لقد وصلنا إلى مشهد جديد حيث يتوارى «النمر الأمريكى»، ويصمت «الفيل الصينى» ليسيطر «الدب الروسى»!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الدب» والمياه الدافئة «الدب» والمياه الدافئة



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon