اللاجئ والوطن
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

اللاجئ.. والوطن

اللاجئ.. والوطن

 لبنان اليوم -

اللاجئ والوطن

مصطفي الفقي

ارتبطت فى أذهاننا لعدة عقود كلمة اللاجئين بالشعب الفلسطينى ومنظمة إغاثته «الأونروا»، فإذا نحن الآن أمام شعوب عربية تصدّر اللاجئين والنازحين إلى «أوروبا» فى ظروف إنسانية مؤلمة جسّدتها «صورة طفل» فى الثالثة من عمره وقد قذفت به أمواج «البحر الأبيض المتوسط» إلى الشاطئ، بعد أن غرق المركب الصغير الذى يحمل المئات من الباحثين عن الحياة، هروبًا من جحيم الموت فى بلادهم التى لفظتهم إلى الشتات والضياع والتشرد، فى وقت توصد فيه بعض الدول الأوروبية أبوابها أمامهم، وسط جدل دولى صاخب يناقش قضية اللاجئين عمومًا ويوزع أعدادهم على الدول التى تسمح باستقبالهم، و«مصر» ليست دولة جديدة على استقبال مَن لجأ إليها، بل إنها «الكنانة» التى استضافت الثوار من أنحاء الدنيا، والملوك والرؤساء والحكام الذين لا يجدون مأوى، ومازلنا نتذكر طائرة شاه إيران «محمد رضا بهلوى» وهى تجوب الأجواء بين الأصدقاء والحلفاء عندما رفضه الجميع، بما فى ذلك «الولايات المتحدة الأمريكية» التى تخلت عن حليفها كعادتها، ولم تستقبله إلا «مصر السادات»، لأنها تفتح ذراعيها لكل ذى حاجة أو مَن يطلب اللجوء إليها أو النزول إلى أرضها الطيبة، والذين لا يقدرون مرارة كلمة (لاجئ)- خصوصًا إذا كان مواطنًا عاديًا، هو وأسرته وأطفاله هاربون من جحيم المعارك ونيران القنابل وبشاعة «الإرهاب»- لا يعرفون على الجانب الآخر معنى كلمة (وطن)، التى لا يدرك حقيقتها إلا مَن يفقد ذلك الكيان الغالى، وقديمًا قال حكيم: (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى)، كذلك قال الشاعر العربى: (لا يعرف الشوق إلا مَن يكابده ولا الصبابة إلا مَن يعانيها)، ونتذكر هنا ما قاله أمير الشعراء: (وطنى لو شُغلت بالخلد عنه نازعتنى إليه فى الخلد نفسى)، وينطبق هذا القول على أولئك الذين يفقدون أوطانهم ويجدون أنفسهم وقد ضاقت بهم الدنيا ولفظتهم الأرض ورفضتهم الدول وهم يقفون على الأسوار الشائكة عند الحدود المغلقة، ولعل ما يحدث للشعب السورى الشقيق هو كارثة بشرية مروعة ومأساة إنسانية لم يكن أحد يتوقع حدوثها، فالشعب السورى كان يستقبل اللاجئين من «فلسطين»، وأحيانًا من «لبنان» و«العراق»، فإذا به اليوم يتحول من مضيف كريم إلى ضيف غير مرغوب فيه، و«السوريون» ليسوا أى شعب، لأنهم دعاة الوحدة وحملة لواء القومية منذ منتصف القرن التاسع عشر، إنه البلد الذى جزع أمير الشعراء أيضًا عند عدوان «فرنسا» عليه فى الربع الأول من القرن الماضى عندما قال: (لحاها الله أنباء توالت على سمع الولى بما يشق)، ومضى فى رائعته حتى قال: (وعز الشرق أوله دمشق)، ونحن هنا فى «مصر» لدينا ارتباط خاص بالشعب السورى،

فقد خضعنا معًا لحكم واحد مرتين، الأولى فى القرن التاسع عشر (1831- 1840) والثانية فى القرن العشرين (1958- 1961) فى عهدى التوسع المصرى بقيادة «محمد على» فى الأولى، و«جمال عبدالناصر» فى الثانية، ومازلت أتذكر ما قاله لى زملائى الدبلوماسيون الذين ذهبوا لإعادة فتح السفارة المصرية فى «دمشق» عند نهاية ثمانينيات القرن الماضى، وكيف أخذهم سائق «التاكسى» السورى عندما لاحظ لهجتهم المصرية إلى منزله مباشرة ضيوفًا لتناول طعام إفطار رمضان لديه وقد كانوا متوجهين إلى مطعم معروف، فإذا الحب السورى للمصريين يدفع ذلك المواطن العادى إلى قراره الذى يعكس متانة العلاقة بين البلدين وأصالة الشعب السورى الذى أصبح اليوم شعب الشهداء واللاجئين والنازحين، وليس المهم عندى مَن يحكم «سوريا»، ولكن الأهم هو أن تبقى «سوريا»، التى تنهشها الأطماع الإقليمية من «إسرائيل» إلى «تركيا» و«إيران»، وتعبث بأرضها جماعات إرهابية وحشية دمرت الآثار وعبثت بالتاريخ وزيفت الدين وسفكت الدماء وذبحت الأبرياء وهى تحاول طمس الهوية القومية لذلك البلد العريق، إذ إن «دمشق» واحدة من أقدم مدن الدنيا على الإطلاق، وهى شاهدة على كل عصور التاريخ المكتوب، وعندما أسمع عن «البراميل» المتفجرة تمطر الشعب السورى فلابد أن يصيبنى حزن بغير حدود، والعالم يلهو متفرجًا وقد يمصمص البعض الشفاه فى مواساة ظاهرية لا تقدم ولا تؤخر، ولعل المشهد المأساوى لمراكب الموت تمخر عباب «البحر الأبيض المتوسط» متجهة إلى المجهول، هربًا من الجحيم، هو تجسيد حى لمأساة الشعب السورى الأبى الذى احتضن «العروبة»، بعدما استقبل قبلها «المسيحية» و«الإسلام» على التوالى.

إننى أتطلع إلى دور مصرى قوى وفاعل يقود «الجامعة العربية» نحو موقف قومى موحد لإنقاذ «سوريا»، الدولة والوطن والشعب، خصوصًا أن سقوطها المحتمل وتقسيمها المنتظر لن ينعكس على «دول الجوار» وحدها، ولكنه سوف يفتح بوابة الأطماع الأجنبية فى الأرض العربية كلها بغير استثناء، ولاسيما أن الجهود الدولية لإنقاذ «سوريا» بطيئة وباردة، فى ظل وضع إقليمى متراجع بفعل الأحداث التى شهدتها المنطقة فى السنوات الأخيرة، ويجب ألا ننسى أن القهر والاستبداد والفساد هى الخلفية المعتادة لقيام الثورات وسقوط الأنظمة ووقوع المآسى والكوارث والنكبات.

يا إلهى كن مع الأطفال والأرامل والثكالى فى شعب يدفع ضريبة الحياة كل يوم عدة مرات، واحفظ لنا وطننا حتى لا نرى ذات يوم (لاجئًا مصريًا)، فالموت أهون وأرحم، فكل شىء يمكن تعويضه إلا الوطن يا رب العالمين!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللاجئ والوطن اللاجئ والوطن



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon