يعتزم «صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين» إلحاق 150 طالباً من اللاجئين المتواجدين داخل الدولة بالمدارس قريباً، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويأتي ذلك من أجل توفير الدعم للأطفال المتأثرين بالحروب والكوارث في بلادهم والقاطنين بالدولة من غير القادرين على تحمل الرسوم المدرسية، ممن تقدموا للصندوق ضمن المرحلة الأولى من برامج دعم تعليم اللاجئين لتمكين رعايا الدول التي تعاني من الحروب والكوارث القاطنين في دولة الإمارات والطلبة اللاجئين في الأردن ولبنان.
والتي تقدم لها نحو 6500 طالب وطالبة حتى الآن، ومازال باب قبول الطلبات مفتوحاً.
مواصفات
وحدد الصندوق عدة مواصفات لقبول طلبات الطلبة، أهمها أن يكون من الطلبة اللاجئين، وألا يزيد دخل الأسرة عى 7 آلاف درهم، ومن ثم يتم تقييم حالته المادية، علماً بأن هناك نظام رقابة وفريقا كاملا لمتابعة أداء الشركاء والتأكد من اختيار الأشخاص المناسبين في الدول المستفيدة من المبادرة.
بدورها أثنت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الأميرة هيا بنت الحسين على المبادرة، معتبرة أن «هذه البادرة الإنسانية الخيّرة التي أطلقها عبد العزيز الغرير لدعم تعليم 6500 طفل وشاب من اللاجئين العرب في المرحلة الأولى سيكون لها أثر إيجابي على مستقبل الكثيرين من هؤلاء الذين اضطرتهم الصراعات قسراً لتغيير مسار حياتهم، مؤكدة أن تطوير المعارف والمهارات من خلال التعليم يعزز الفرص لحياة أفضل ويفتح الآفاق نحو مستقبل أكثر إشراقاً يملؤه الأمل والطموح والتطلعات».
دعم
من جهته قال عبد العزيز الغرير، رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم بدولة الإمارات وممول الصندوق، إن الدولة موطن لمئات العائلات التي فرت من الحروب والصراعات في بلادها، وعلى مدار ثلاث سنوات، سيدعم الصندوق 15 ألف طفل وشاب عربي من اللاجئين الذين لا تستطيع عائلاتهم دفع الرسوم المدرسية، من خلال الجهود الطموحة التي يقوم بها الشركاء.
وسيتم تقييم شامل للطلبات من أجل توفير فهم شامل لوضعهم المالي.
وتابع: أن الطلاب الذين يتبين أنهم بحاجة ماسة سيكون لهم تسجيل في التعليم بتيسير من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، فضلاً عن الرسوم الدراسية التي يدعمها الصندوق لتجنب ارتفاع مخاطر التسرب المدرسي، ويتم دعم الطلاب في الفئات العمرية من 14 سنة فما فوق، في حين سيتم فتح باب تقديم طلبات المنح للمؤسسات للمجموعة الثانية في بداية عام 2019.
وأضاف «إن ثقافة العطاء هي امتداد لإرث المغفور له بإذن الله الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستمراراً لنهج قيادتنا الرشيدة في مجالات العمل الإنساني داخل الدولة وخارجها. واقتداءً بهم وإيماناً منا بالمسؤولية التي يتحملها القطاع الخاص في هذا المجال، أؤكد التزامي الشخصي بمساعدة أكبر عدد ممكن من الشباب اللاجئين للعودة إلى مسار الدراسة».
ويتزامن إعلان إطلاق المرحلة الأولى من برامج الصندوق مع بدء العام الدراسي الجديد خلال شهر سبتمبر، لتشمل تقديم 45 مليون درهم بصيغة دعم مادي مباشر لمؤسسات تعليمية ومنظمات إنسانية مرموقة لتمكين أكثر من 6500 طالب وطالبة من التحصيل العلمي والمهني والأكاديمي في المرحلتين الثانوية والجامعية، فضلاً عن تنمية المهارات الشخصية والتقنية الأخرى التي تسهم في تأمين مستقبل يستطيع فيه الطالب تحقيق ذاته وتفعيل طاقاته.
وأعلن الغرير أسماء المؤسسات التي سيتم تقديم الدعم لها خلال المرحلة الأولى من برامج الصندوق، بعد أن اختيرت بعناية تبعاً لكفاءتها وتأثيرها في تنفيذ برامج تعليمية ذات أثر نوعي في مستويات التعليم الثانوية والمهنية والجامعية في كلٍ من دولة الإمارات والأردن ولبنان.
وتضم المؤسسات التي يدعمها الصندوق في المرحلة الأولى كلاً من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» بالأردن ومجموعة لومينوس للتعليم الأردنية ومشروع توحيد شبيبة لبنان.
عيش كريم
من جانبه قال توبي هارورد مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى الإمارات: «مع تصاعد أعداد اللاجئين حول العالم، يدرك المجتمع الدولي أن الاعتماد الكلي على المنظمات الإنسانية لتوفير الدعم الذي ينقذ حياة هؤلاء لم يعد كافياً. وهناك حاجة لمشاركة شركاء جدد في مجال دعم التعليم وتوفير العيش الكريم».
وأفاد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بأن الهيئة لديها إدارة معنية بالتعليم، وتدعم الهيئة غير القادرين على دفع الرسوم المدرسية سنويا بـ70 مليون درهم داخل الدولة، مؤكداً على التعاون المشترك وتضافر الجهود لضمان التحاق مختلف الطلاب من رعايا الدول التي تعاني من الحروب والكوارث القاطنين بشكل مؤقت في الإمارات بالمدارس بأسرع وقت.
أرسل تعليقك