كابول - لبنان اليوم
عاشت أسر أفغانية مأساة إنسانية بعد حادث دموى، الثلاثاء، استهدف خلاله مسلحون مستشفى فى العاصمة كابول، وهو الحادث الذى قتل عدد من الأمهات والممرضات بينهم رضيعين وسقوط 15 مصابا فى هجوم، ورغم قسوة الهجوم المسلح وخسائره التى تدمى لها القلوب، كان للحادث جانب إنسانى آخر بعيدًا عن القتل، حيث تطوعت أم أفغانية لإرضاع 20 طفلاً حديثى الولادة من وحدة التوليد فى كابول. وتقوم فيروزا يونس عمر، بإطعام الأطفال الذين تركوا بدون أمهات بعد هجوم مسلح على وحدة "أطباء بلا حدود" فى العاصمة الأفغانية كابول، لقى 24 شخصا مصرعهم فى الهجوم من بينهم طفلان حديثى الولادة، وفقا لوزارة الصحة.
فيروزا يونس عمر، وهى أم لطفل عمره 14 شهرًا وتعمل فى وزارة الاقتصاد بالبلاد، تساعد الأطفال الذين يتعافون حديثًا فى مستشفى أتاتورك فى كابول، قالت: "لقد تضرر جميعنا من قبل المجرمين الذين يدمرون الإنسانية فى أفغانستان.. أنا واحدة من هؤلاء"، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية. وكان قد اقتحم ثلاثة مسلحين يرتدون زى رجال الشرطة مستشفى الولادة فى العاصمة الأفغانية صباح الثلاثاء، وألقوا قنابل يدوية قبل فتح النار، ثم دخل المسلحون فى تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن انتهى بعد عدة ساعات عندما قتل الثلاثة بالرصاص.
وشهدت المستشفى عملية تطهير مطولة، فيما ظهرت قوات الأمن الأفغانية المدججة بالسلاح تحمل أطفالًا من مكان الحادث بينهم طفل واحد على الأقل ملفوف فى بطانية مبللة بالدم، وكشفت خديجة، وهى واحدة من الناجين القلائل من الهجوم، أنها أجبرت على الانتظار لعناق ابنها الوليد لأول مرة حيث اقتحمت المجموعة المسلحة الوحدة بعد ساعات فقط من ولادتها.وقالت إن جناح العناية المركزة كان مليئا بالدخان والرصاص، لكن نجت هى وابنها، واضطرت خديجة نفسها للاختباء تحت طاولة لتجنب الرصاص، ولم تعلن أى جماعة حتى الآن عن الهجوم، لكن الرئيس أشرف غنى، ألقى باللوم على كل من طالبان وتنظيم "داعش".
وبعد الهجوم، تُرك ما لا يقل عن عشرين مولودًا جديدًا بدون رعاية وتم نقلهم إلى مستشفى أتاتورك فى كابول، ويوم الأربعاء، كانت عائلات حوالى 15 طفلاً، الذين قُتلت أمهاتهم، تنتظر أخبارًا عما سيحدث للأطفال، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.وقالت رئيسة المستشفى فى المستشفى، جنات جول عسكرزادا، للصحفيين: "تم نقل عشرين طفلاً إلى مستشفى أتاتورك.. وتم إرسال أحدهم إلى مستشفى صحة الأطفال لعلاج العظام"، وبينما تصدرت الأخبار عناوين الأخبار فى أفغانستان، توجه الكثير من الناس إلى تويتر للإشادة بفيروزا يونس عمر، على جهودها وانتشرت الهاشتاجات التى تحمل اسمها.
وغرد "معصوم مسخيل": "هذه هى الإنسانية لإطعام طفل الأمهات الشهداء"، وفى الوقت نفسه، وصف زميل أول فى مؤسسة كارنيجى "كريم سادجادبور"، الأم بأنها "بطل حقيقى"، كما تقدم آخرون الآن للعمل مثلها ومساعدة العائلات المتضررة من الهجوم.وقالت عزيزة كرمانى، من كابول، لوسائل الإعلام المحلية: "أنا على استعداد لتبنى أحد الأطفال الذين فقدوا أمهم أو لا تملك أسرهم القدرة المالية على تربيتهم"، وفى غضون ذلك، قالت إحدى سكان العاصمة، التى أعطت اسمها فقط باسم فاطمة، لمنفذ محلى، إنها جاءت إلى المستشفى لمساعدة الأطفال.
أرسل تعليقك