منذ 50 عاما، انطلقت مهمة "أبولو 12" التابعة لوكالة ناسا من مركز كينيدي في فلوريدا، في 14 نوفمبر 1969، وكان المشهد "مخيفا" بعض الشيء.
وبعد لحظات من الإقلاع الذي وقع عند الساعة 11:22 صباحا بتوقيت الولايات المتحدة، أصيب الصاروخ Saturn V بصواعق من البرق، الأولى في الثانية و36.5 دقيقة على ارتفاع 6400 قدما، ثم في الثانية و 52 دقيقة على ارتفاع 14400 قدم.
وخلال وقوع هذه الحادثة، تحولت أنظمة مهمة "أبولو 12" إلى وضع عدم الاتصال، وهذه الاستجابة السريعة لمهندسي ورواد الفضاء التابعين لناسا، جنبتهم وقوع كارثة، على الرغم من أنهم لم يتوقعوا أو يواجهوا حالة طوارئ مثيلة في أي محاكاة تدريب.
وكشف باحثون في الاجتماع السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي، الأربعاء 11 ديسمبر، أن حادثة "أبولو 12" أثارت بحثا جديدا في أسباب البرق الناجم عن عملية الإطلاق، لفهم السبب بشكل أفضل ولضمان سلامة البعثات المستقبلية.
وأفاد رواد الفضاء الذين كانوا على متن مركبة الإطلاق، بما في ذلك قائد البعثة، تشارلز بيت كونراد، وطيار الوحدة القمرية آلان بين، وطيار وحدة القيادة ريتشارد ديك جوردون، أنهم رأوا وميضا مشرقا عقب الصاعقة، وأكدوا أنهم "شعروا" بالضربة.
وأشار ملخص للأحداث في ورقة بحثية تابعة لناسا بعنوان "تحليل أبولو 12: حادث البرق"، إلى أنه نتيجة لهذه الحادثة "لوحظ العديد من الآثار المؤقتة في كل من مركبة الإطلاق والمركبة الفضائية، ولوحظ بعض الآثار الدائمة في المركبة الفضائية وشملت فقدان تسعة أجهزة استشعار للأجهزة غير الضرورية".
ومع ذلك، وبفضل جون هارون، مراقب الرحلات، الذي رأى الأعطال نفسها أثناء محاكاة الطيران خلال التدريبات قبل الإطلاق، تمكن الفريق من التصرف بسرعة، حيث قام طاقم "أبولو 12" بإعادة ضبط نظام معدات تكييف الإشارة (SCE) من خلال التوجيه التلقائي، وتمكن الطاقم من الاستمرار بأمان في رحلتهم إلى "محيط العواصف" في الحافة الغربية لسطح القمر، حيث هبطت البعثة بنجاح في 19 نوفمبر.
وحتى مع وجود الصواعق، كانت المهمة ناجحة، ولم يسافر رواد الفضاء بأمان إلى سطح القمر والهبوط والعودة من السطح فحسب، بل قاموا أيضا بنشر حزمة Apollo Lunar Surface Experience، وهي مجموعة من التحقيقات العلمية التي تركت على القمر لجمع البيانات وإعادتها إلى الأرض بهدف استخدامها في البحث العلمي.
وعلى مر السنين التي تلت ذلك، أجريت تغييرات كبيرة على بروتوكولات إطلاق الصواريخ، وفي الوقت نفسه، قال جيمس داي، العالم في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي وعضو اللجنة الاستشارية في إدارة الطيران والفضاء في ناسا، إن التعاون الوثيق بين مهندسي التحكم في المهمة التابع لناسا وعلماء الأرصاد الجوية حدد الظروف المناخية التي يمكن أن تكون خطرة على المركبات الفضائية.
لكن هذا لا يعني أن إطلاق الصواريخ لم يعد يولد البرق، ففي 27 مايو، أطلق صاروخ سويوز الروسي وميض صاعقة قوية، "لذلك، فإن الصواعق التي تسببت بالخطر ما تزال موجودة"، على حد قول داي.
ومع ذلك، أشار عدد من العوامل البيئية خلال الإطلاق الروسي بقوة إلى وجود خطر الصواعق قبل الإقلاع، حيث قال داي: "يمكنك أن ترى أن الخلفية غائمة جدا ومظلمة ومغمورة بالغيوم. وهناك أيضا دلائل تشير إلى وجود حقول كهربائية قوية. وفي الواقع، لم يكن ينبغي إطلاق المركبة".
قد يهمك أيضًا
ابتكار سائل خاص لتخزين طاقة الشمس لمدة 18 عام
"سامسونغ" توضح حقيقة بيعها مليون نسخة من هاتفها "غلاكسي فولد"
أرسل تعليقك