راعي أبرشية طرابلس المارونية يترأس قداس عيد الفصح في كنيسة مار أنطون
آخر تحديث GMT06:08:45
 لبنان اليوم -

نحن لسنا أهل موت ومصيرنا النهائي ليس البقاء تحت التراب

راعي "أبرشية طرابلس" المارونية يترأس قداس عيد الفصح في كنيسة "مار أنطون"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - راعي "أبرشية طرابلس" المارونية يترأس قداس عيد الفصح في كنيسة "مار أنطون"

المطران جورج بو جوده
بيروت - لبنان اليوم


ترأس راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداس عيد الفصح في كنيسة مار انطون في دير مار يعقوب في بلدة كرم سده - قضاء زغرتا، بمشاركة النائب العام على الابرشية الخوراسقف انطوان ميخائيل، المونسنيور يوسف توما، الكاهنين عزت الطحش وجوزاف فرح، وتابع المؤمنون وقائع القداس مباشرة على صفحة الفايسبوك التابعة للأبرشية.

بعد الانجيل المقدس، ألقى بو جوده عظة قال فيها: "وصل بولس الرسول إلى أثينا ليبشر بالمسيح القائم من الموت الذي كان قد التقاه وهو في طريقه من أورشليم إلى دمشق ليعتقل المؤمنين بإسمه. وكان قد تزعم المجموعة التي قتلت أول شهيد مسيحي، الشماس إستفانوس. لكن المسيح استولى عليه، كما يقول هو بنفسه، وحوله من مضطهد له إلى مبشر باسمه ليس فقط في الشعب اليهودي بل أيضا وخاصة بين الوثنيين، حتى لقب برسول الامم. بولس لم يكن من تلاميذ المسيح ولم يعرفه معرفة شخصية وهو على قيد الحياة كغيره من الرسل الآخرين. عرفه قائما من الأموات ومنتصرا على الموت ولذلك ركز كل تعليمه وتبشيره على هذا الأمر: على القيامة".

اضاف: "في أثينا اكتشف شعبا متدينا كرس للآلهة الوثنية كل شوارع المدينة، وخوفا من أن يكون قد نسي أحد الآلهة فقد كرس أحد الشوارع للاله المجهول. فانطلق بولس من هذا الحدث وقال للشعب الأثيني هذا الإله المجهول الذي تعبدونه دون أن تعرفوه، أنا جئت لاعرفكم عليه. واستند في تعليمه وبشارته على ثقافته العالية إن في الكتب المقدسة عند اليهود، أو عند ما تعلمه في جامعة طرسوس عن الفلاسفة اليونانيين في خطبة أظهر فيها عمق معرفته وثقافته، إلى أن قال: هذا الإله المجهول الذي تعبدونه والذي جئت أبشركم به هو يسوع المسيح الذي أقامه الله من بين الأموات. عند هذا الحد توقف الشعب عن الإستماع إليه فسخر منه البعض وقال له الآخرون سوف نسمعك في مرة أخرى، وتركوه. فشل بولس فشلا ذريعا في أثينا،

فتركها للذهاب للتبشير في مدينة أخرى هي قورنثية التي قبل عدد كبير من أبنائها بالأمر، فأسس بولس فيها كنيسة وبقي فيها فترة طويلة من الزمن ثم غادرها للتبشير في مدن ومناطق أخرى. وعندما بلغه أن بعض الخلافات وقعت بين أهل قورنثية حول بعض المواضيع ومنها موضوع القيامة، أرسل إليهم رسالة عالج فيها هذه المواضيع وحدثهم بإسهاب عن موت المسيح وقيامته وقال: إنني عندما أتيتكم أيها الإخوة، لم آتكم بفصاحة اللسان ولا بسحر البيان والكلمة، فإني لا أريد أن أعرف بينكم إلا يسوع المسيح ويسوع المسيح المصلوب".

وتابع: "وصل في الفصل الخامس عشر من رسالته إلى القول: أُذكِّركم بالإنجيل الذي بشّرتكم به وقبلتموه وهو أنّ المسيح قد مات من أجل خطايانا، وأنّه قُبر، ثمّ قام في اليوم الثالث على ما في الكتب فإن كان يكرز بالمسيح أنّه قام من بين الأموات، فكيف يقول قوم منكم بعدم قيامة الأموات. فإن لم تكن قيامة للأموات، فالمسيح إذن لم يقم، وإن كان المسيح لم يقم فكرازتنا إذن باطلة، وإيمانكم أيضاً باطل. وإن كان رجاؤنا في المسيح في هذه الحياة فقط فنحن أشقى الناس أجمعين. لكن لا، فإنّ المسيح قد قام من بين الأموات، وهو باكورة للراقدين. بهذا المنطق يتكلّم بولس الرسول عن القيامة وعن الإيمان، وعليه يركّز كل بشارته وكل كرازته ويعلن أنّ الإيمان المسيحي ليس مبنيّاً على أفكار ونظريات ولا على إيديولوجيّة فلسفيّة مجرّدة، بل هو مبني على حدث واقعي، هو حدث القيامة، وعلى شخص إنتصر على الموت وقام من بين الأموات، هو يسوع المسيح: فقد وطئ الموت بالموت ليعيد الحياة للذين في القبور.

على هذا الحدث يستند إيماننا نحن المسيحيّين، وخارجاً عن هذا الحدث لا إيمان مسيحي. فبالمسيح يسوع تمّ وعد الله للإنسان بأنّه سيعيده إلى الفردوس ويعيد إليه الحياة بعد أن حكم هذا الأخير على نفسه بالموت عندما قرّر، مستسلماً لإرادة الشيطان المجرّب، أن يبني نفسه بنفسه وأن يجعل من نفسه إلهاً لنفسه كما حصل مع أبوينا الأولين آدم وحواء".

وقال: "الإنسان حكم على نفسه بالموت، لكنّ الله حكم له بالحياة. المسيح مات من أجل خطايانا، وهو الذي لم يكن فيه خطيئة جعله الله خطيئة لكي بواسطته ينجّينا من الخطيئة ويعيد إلينا الحياة. نحن لسنا أهل موت أيها الأحباء، بل أهل حياة، مصيرنا النهائي ليس البقاء تحت التراب، بل الإنتقال من الموت إلى الحياة، كما قال السيّد المسيح عندما أقام لعازر من الموت: أنا القيامة والحياة، فمن آمن بي وإن مات فسيحيا، كما قال المسيح لمرتا أخت لعازر، مع المسيح أصبح الموت رقاداً وإنتقالاً من حياة زائلة إلى حياة دائمة مع الرب في السماء. هذا هو المعنى الحقيقي للعيد الذي نحتفل به اليوم. ولذلك نسمّيه العيد الكبير، إنّه عيد الحياة إذ أنّ الرب الذي خلقنا على صورته ومثاله يعيد إلينا الحياة ويرمّم هذه الصورة فينا كي يعيدنا إلى الفردوس".

واردف: "في حدث القيامة يعطينا الرب أمثولة في الإيمان والرجاء، فكما أن الموت لم يكن بالنسبة للمسيح نهاية، بل بداية حياة جديدة لا نهاية لها، فكذلك إن الصعوبات التي تجابهنا في هذه الحياة والتي قد تدعو الكثيرين منا إلى اليأس والإحباط، يجب أن تكون بالنسبة لنا علامة على إننا إذا ركزنا إيماننا على حدث القيامة فنحن بالتأكيد سوف ننتصر على الألم والعذاب والموت. وإننا إذا ما حملنا الصليب مع المسيح كما دعانا إلى ذلك، مهما كان ثقيلا فإننا على مثاله، ولو وقعنا تحته ثلاث مرات، فإننا سوف نعود فننتصر ونصل إلى الهدف المنشود الذي نسعى إليه. إننا نعيش منذ سنوات في بلادنا وبلدان الشرق الأوسط عامة مرحلة حمل الصليب، ونعاني من صعوبات ومضايقات وإضطهادات كثيرة متعددة".

وتابع: "كما تعيش البلدان التي كانت نقطة الثقل في المسيحية مرحلة اضطهاد فكري خطير، حيث سيطرت روح العلمانية المفرطة، وحيث أصبحت الشرائع القوانين تسن بصورة متنافية مع المبادئ والأخلاق المسيحية، وحيث أصبح الله يوضع جانبا، وأصبحت وسائل التواصل الإجتماعي غالبا وسائل تفرقة ونشر الشائعات المشوهة لصورة المسيح. فنسمع أحدهم يقول:

مشوها الصلاة الربية "الأبانا": أبنا الذي في السماوات إبق حيث أنت، لا دخل لك في حياتنا، لقد خلقنا أحرارا ونريد أن نبقى أحرارا. كما اننا نعيش مرحلة خطيرة على صعيد حياتنا اليومية، وعلى الصعيد الاقتصادي، مرحلة خطيرة للغاية بسبب نهب أموالنا وسرقتها، من قبل الذين ائتمانهم عليها، سياسيين ورجال اعمال، واقتصاد، ومصرفيين، لم يكونوا أمناء عليها، وخاصة انها ثمرة كفاح وجهاد الكثيرين منا، ليكون قرشهم الأبيض في خدمتهم في اليوم الأسود، فجعلوا من أيامهم كلها سوداء لسوء الحظ. كما أننا نعيش في هذه الأيام، وعلى الصعيد العالمي مرحلة خطيرة للغاية بسبب إنتشار هذا الوباء الفتاك (Corona Virus) فيروس لا يرى أركع العالم كله ويركعه، نتيجته الملايين من المرضى والألوف من الموتى، وقد يكون هذا الفيروس من صنع الإنسان الذي أراد أن يجعل منه سلاحا ضد الآخرين فتحول إلى سلاح ضده، ولم يعد بإمكانه السيطرة عليه".

وختم بو جودة: "إننا نرفع الصلوات اليوم ونتضرع إلى الرب أن ينير عقول العلماء والباحثين كي يتمكنوا من إيجاد الدواء الناجع له، ويعرفوا أنهم مهما تقدموا في العلم والثقافة والأبحاث يبقى هنالك قوة أقوى منهم جميعا هي قوة الرب الخالق والمحب والذي وحده ينجينا ويعيد إلينا الحياة، كي نقول مع بولس الرسول: لا بد لهذا الجسد الفاسد أن يلبس عدم الفساد ولهذا الجسد المائت أن يلبس عدم الموت، ومتى لبس هذا الجسد عدم الفساد ولبس هذا الجسد عدم الموت فحين إذا يتم قول الذي كتب: لقد إبتلع الموت بالغلبة، فأين غلبتك يا موت وأين شوكتك يا جحيم، إن شوكة الموت هي الخطيئة وقوة الخطيئة هي الناموس، لكن الشكر لله الذي يؤتينا الغلبة بربنا يسوع المسيح فإننا في النهاية سوف نقوم مع المسيح، فلنعلن إذا على الملأ ولنقل: المسيح قام، حقا قام". 

قد يهمك أيضا:

البطريرك الراعي يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة

عودة البطريرك بشارة الراعي إلى بيروت تدعم مشاورات ترشيح فرنجية للرئاسة

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راعي أبرشية طرابلس المارونية يترأس قداس عيد الفصح في كنيسة مار أنطون راعي أبرشية طرابلس المارونية يترأس قداس عيد الفصح في كنيسة مار أنطون



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon