كثف الجيش الإسرائيلي غاراته وعملياته البرية في وسط وجنوب غزة، مع تواصل التحذيرات الدولية من «خطر جسيم» يطال المدنيين في القطاع حيث تجاوزت حصيلة القتلى 21 ألف شخص مع دخول الحرب يومها الـ 83.وأعلن الجيش الإسرائيلي مواصلة عملياته في خان يونس، كبرى مدن جنوب غزة، والتي تشكل منذ مدة محور العمليات البرية، وفي مخيمات وسط القطاع، لاسيما مخيمي النصيرات ودير البلح.
كما بث الجيش صورا لجنوده يتقدمون في أنفاق قال إنها أنفاق حفرتها «حماس» قرب مستشفى الرنتيسي للأطفال في غرب مدينة غزة بشمال القطاع.
وقال جيش الاحتلال ان 3 جنود قتلوا، ما يرفع حصيلة خسائره منذ بداية القتال البري إلى 167.
وفي ظل الخشية من اتساع نطاق النزاع في الأراضي الفلسطينية وجبهات أخرى، اقتحمت القوات الإسرائيلية امس مناطق في الضفة الغربية المحتلة أبرزها مدينة رام الله، حيث قتل شخص، في وقت أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أن قواته في «مستوى جاهزية عال للغاية»، مضيفا: «لقد صادقنا على خطط مختلفة للمراحل اللاحقة للحرب، حيث يتعين علينا أن نكون جاهزين للهجوم إذا لزم الأمر».
توازيا، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن «واشنطن أرسلت رسائل إلى طهران بأنها لا تريد توسيع الحرب الإسرائيلية على غزة. وكان ردنا أننا لا نوسع الحرب بل أنتم».
في هذه الأثناء، قتل شاب برصاص القوات الإسرائيلية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، خلال عملية عسكرية في مدينة رام الله تخللتها مداهمة محال صرافة ومصادرة ملايين الشواكل.
وأعلنت الوزارة في بيان: «استشهاد الشاب حازم عبدالفتاح قطاوي، في رام الله»، بينما أكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني نقل 8 إصابات «بالرصاص الحي» من المدينة.
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على «مهاجمين ألقوا عبوات ناسفة وزجاجات حارقة وفتحوا النار على قوات الأمن الإسرائيلية».
وقال المتحدث باسمه عبر منصة إكس إن القوات الإسرائيلية نفذت «حملة واسعة النطاق لمصادرة الأموال الإرهابية لحماس»، مشيرا إلى أن الجنود صادروا «ملايين الشواكل واعتقلوا 21 مطلوبا على خلفية حيازة أموال الإرهاب وللاشتباه بضلوعهم في تمويل منظمة حماس الإرهابية والعملات الرقمية والأموال النقدية في إطار عملهم بصفة مقدمي خدمات مالية».
بدوره، أفاد مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في بيان بأن «ملايين الشواكل كانت مخصصة لحماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية»، مشيرا إلى أن المحال المعنية «سيتم تصنيفها كمنظمات إرهابية بسبب نشاطها في تحويل الأموال لأغراض إرهابية».
توازيا، تواصلت التحذيرات من الكلفة الباهظة لاستمرار النزاع، حيث جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الدعوة إلى «وقف إطلاق نار مستدام» في غزة، معربا عن «قلقه العميق إزاء الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين وحالة الطوارئ الإنسانية المطلقة التي يواجهها السكان المدنيون في غزة».
كذلك طالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال زيارة إلى العراق امس «بوضع حد للأعمال الحربية ووقف إطلاق نار دائم»، فيما دعا نظيره العراقي محمد شياع السوداني إلى «الضغط على دول العالم لإيقاف هذه الحرب المدمرة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وكذلك إطلاق سراح الأسرى والرهائن».
بدوره، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من «خطر جسيم» يواجهه سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ «خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات فظيعة ومن الجوع الحاد، والمعرضين لخطر شديد للإصابة بالأمراض».
وتؤكد المنظمة أن 21 من أصل 36 مستشفى في القطاع توقفت عن العمل.
وفي الغضون، طالبت الأمم المتحدة إسرائيل بـ «وضع حد لعمليات القتل غير المشروع وعنف المستوطنين» بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، منددة بـ «التدهور المتسارع» في وضع حقوق الإنسان فيها منذ بدء الحرب على غزة.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان إن «استخدام التكتيكات العسكرية والأسلحة في سياقات إنفاذ القانون، واستخدام القوة غير الضرورية أو غير المتناسبة، وفرض قيود واسعة على الحركة هي أمور مقلقة للغاية».
وأضاف ان «شدة العنف والقمع أمر لم نشهده منذ سنوات».
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك