الرياض ـ سعيد الغامدي
تبدأُ اليوم في العاصمة السعودية الرياض، أولى جلسات التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، وهو التحالف المعني بترجمة هدف إنشاء دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل، وفق ما أعلنه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في نهاية سبتمبر/أيلول 2024.وتستضيف العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، الاجتماع الأول للتحالف بمشاركة أكثر من 90 دولة بالإضافة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، ويهدف الاجتماع إلى بحث المسارات المؤدية لقيام الدولة الفلسطينية.
وترى السعودية "أن تنفيذ حل الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة، وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه المنطقة، وإسرائيل، بالأمن والتعايش"، وفق تصريح بن فرحان.ومن المقرر أن يُلقي بن فرحان، كلمة ترحيبية في بداية الاجتماع، تليه مداخلة من فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
في العديد من التصريحات السابقة، أشار وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إلى أن السعودية ترى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو شرط أساسي لأي اتفاقية تطبيع مع إسرائيل. وأن هذا الموقف ينسجم مع مبادرة السلام العربية لعام 2002، والتي طرحتها السعودية وتقضي بأن الاعتراف العربي بإسرائيل يتطلب انسحابها من الأراضي المحتلة وتأسيس دولة فلسطينية. وربما في هذا الإطار يأتي اجتماع تحالف حل الدولتين في الرياض هذا الأسبوع.
وكشف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن العاصمة السعودية الرياض ستستضيف هذا الأسبوع أول اجتماعات التحالف الدولي لحل الدولتين. ويأتي هذا الاجتماع الرفيع المستوى بمشاركة دبلوماسيين ومبعوثين من عدة دول ومنظمات إقليمية ودولية، بهدف تقديم جدول زمني محدد لبناء وتنفيذ الدولة الفلسطينية وتحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط.
وتجدر الإشارة إلى أن السعودية كانت قد أعلنت في أيلول/ سبتمبر الماضي، باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين، إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين" خلال اجتماع وزاري بشأن القضية الفلسطينية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان رأس ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، جلسة مجلس الوزراء، وتطلعت الجلسة ذاتها إلى أن يتوصل أول اجتماع رفيع المستوى للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين الذي يعقد بالرياض، إلى خطوات عملية لدعم الجهود الأممية ومساعي السلام، ووضع جدول زمني لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الاحتلال.
من جانبه قال سفير فلسطين في السعودية باسم الأغا، إن عقد الاجتماع الأول للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، "يمنح الفلسطينيين أملاً، بعد الدمار والقتل، في مواجهة من يخطط لمحو الحق الفلسطيني".
وأكد الأغا التزام الحكومة الفلسطينية بمبادرة السلام العربية وكافة قرارات الشرعية الدولية، معرباً عن ثقته بالتحرك السعودي "الذي سيلعب دوراً كبيراً في حل الدولتين، بالرغم عن الاحتلال وما يقوله".
وكان نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي قد قال الاثنين، في كلمته بمنتدى من أجل المتوسط في برشلونة أن الرياض ستستضيف الأربعاء، الاجتماع الأول للتحالف، والذي يأتي في سياق "اتخاذ قرارات حاسمة وجريئة لردع العنف".
جدير بالذكر أن روسيا والصين لم تعلنا مشاركتهما في الاجتماع، رغم دورهما في الملف الفلسطيني إذ ضيّفت موسكو وبكين مؤخراً اجتماعات "لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية".
وأشار العنزي في حديثه تلفزيوني، إلى أن "السعودية تلعب دور الوسيط والمحفّز للسلام في المنطقة، وهي تتحرك لتعزيز دورها كقائد دبلوماسي في القضايا الإقليمية الكبرى، مما يعكس رغبتها في أن تكون قوة فعالة للتغيير الإيجابي، بما يتوافق مع تطلعاتها الداخلية ضمن رؤية 2030".
وعلّق العنزي على غياب الولايات المتحدة عن الاجتماع قائلاً: "غياب الولايات المتحدة لا يعني بالضرورة فشل التحالف، بل يمكن أن يكون فرصة للدول الأوروبية والإقليمية لتعزيز مكانتها وبناء تحالفات استراتيجية مع السعودية التي تراهن على تحقيق التوازن في القوى من خلال تحالفات جديدة وفعالة، مما يعكس مرونة استراتيجيتها الواقعية في التكيف مع التحولات الدولية".
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قد ترأس جلسة لمجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، جاء فيها "نتطلع إلى أن يتوصل أول اجتماع رفيع المستوى للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين الذي يعقد بالرياض، إلى خطوات عملية لدعم الجهود الأممية ومساعي السلام، ووضع جدول زمني لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الاحتلال".
ولم تبدي إسرائيل أي موقف رسمي حول اجتماع الرياض المعني حول تنفيذ حل الدولتين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد قال أمام الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي في بداية دورته الشتوية الإثنين، 28 أكتوبر/ تشرين أول 2024، إنه "يطمح إلى تحقيق السلام" مع الدول العربية، موضحاً: "أطمح إلى مواصلة العملية التي بدأتها قبل بضع سنوات، بتوقيع اتفاقيات إبراهام التاريخية، من أجل تحقيق السلام مع الدول العربية الأخرى".
قد يهمك أيضــــاً:
أرسل تعليقك