قالت مصادر دبلوماسيةً إن الولايات المتحدة باتت قريبة من السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ كروز بعيدة المدى ضد أهداف في روسيا في غضون أسابيع. وقد وصل أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، وديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني، إلى كييف اليوم لإجراء محادثات حول استخدام الأسلحة، بما في ذلك صواريخ "ستورم شادو" البريطانية الصنع، في خطوة قد تكون حاسمة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
و كانت الولايات المتحدة مترددة بشدة في منح أوكرانيا الإذن باستخدام صواريخ بعيدة المدى داخل روسيا بسبب مخاوف من التصعيد، وهي قلقة بشكل خاص من أن روسيا قد ترد بنشر أسلحة نووية.
وتوقع دبلوماسيون غربيّون في العاصمة البريطانية أنه قد يكون هناك تغير في الموقف الأمبركي قبل اجتماع لقادة العالم في الأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر.
و يأتي هذا التحوّل في الموقف الأميركي إلى أن فاعلين في الإدارة الأميركية قد غيرت وجهة نظرها لكنها لم تتمكن بعد من إقناع الرئيس بايدن وآخرين. واقترح بيل بيرنز، رئيس وكالة المخابرات المركزية، خلال زيارة إلى لندن يوم السبت، أن التفكير الأمريكي قد يكون في حالة تحول.
و يناقش بلينكن ولامي والرئيس زيلينسكي القضية اليوم. ومن المرجح أن يتناول بايدن وسير كير ستارمر المسألة عندما يلتقيان في واشنطن يوم الجمعة. ومع أنه يُعتقد أن بريطانيا وفرنسا قد دعمتا استخدام الصواريخ بعيدة المدى داخل روسيا، فإن الأوكرانيين ينتظرون إذنًا أمريكيًا لأسباب تقنية تتعلق بالاستهداف.
و قد زودت بريطانيا أوكرانيا بصواريخ ستورم شادو، التي يصل مداها إلى حوالي 155 ميلًا، أي ثلاثة أضعاف مدى الصواريخ التي استخدمتها أوكرانيا حتى الآن، لكنها لا تستطيع استخدامها لضرب أهداف داخل روسيا.
و قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا النسخة الأطول مدى من صواريخ ATACMS، وهي صواريخ باليستية يمكنها السفر لمسافة 190 ميلًا، ولكن مرة أخرى، يتم تقييد الأوكرانيين في استخدامها.
ظهر الأسبوع الماضي أن روسيا حصلت على أكثر من 200 صاروخ باليستي من إيران، مما سيمكن موسكو من ضرب أهداف في عمق الأراضي الأوكرانية، على الرغم من التحذيرات الغربية من مثل هذه الخطوة.
و وصف بلينكن في تصريحات أدلى بها في العاصمة البريطانية الخطوة الإيرانية بأنها "تصعيد دراماتيكي" سيتم مواجهته بعقوبات جديدة من بريطانيا والولايات المتحدة وأوروبا على طهران، بما في ذلك حظر رحلات الركاب لطيران إيران من المجال الجوي البريطاني.
عند سؤاله عن استخدام أوكرانيا لأسلحة بعيدة المدى، قال بلينكن إنه سيضمن أن تكون أوكرانيا قادرة على أن تكون "فعالة قدر الإمكان في صد العدوان الروسي". وأضاف أن الولايات المتحدة ستقوم "بالمراقبة والاستماع" إلى زيلينسكي، الذي دعا مرارًا للحصول على إذن لاستخدام الصواريخ الغربية لضرب أهداف في روسيا تحتاج أوكرانيا إلى تدميرها لحماية مواطنيها
.و قال بلينكن إن تزويد روسيا بالصواريخ الإيرانية قصيرة المدى سيمكنها من استخدام ترسانتها بعيدًا عن الخط الأمامي، مضيفًا أن موسكو كانت تشارك التكنولوجيا النووية مع إيران في المقابل.
وأضاف: "هذا التطور والتعاون المتزايد بين روسيا وإيران يهدد الأمن الأوروبي ويظهر كيف أن تأثير إيران المزعزع للاستقرار يمتد إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط."
واجه جون هيلي، وزير الدفاع، ضغوطًا من النواب في مجلس العموم بشأن صواريخ "ستورم شادو" بالأمس، لكنه رفض التعليق على الأمر. وقال إن روسيا تفقد 1100 جندي يوميًا في ساحة المعركة — ضعف معدل الخسائر من هذا الوقت في العام الماضي — لكنه أضاف أن موسكو تقوم بتجنيد أو تجنيد 400,000 جندي إضافي هذا العام وحده.
وذكر هيلي أن الحرب في "لحظة حرجة"، حيث أن المدفعية الروسية "تتفوق على أوكرانيا بثلاثة إلى واحد على الأقل" وأوكرانيا تشهد بعضًا من أعنف القصف الجوي في الحرب. وقال إن كلما استطاعت أوكرانيا الاحتفاظ بأراضي كورسك الروسية لفترة أطول، كلما أصبح الرئيس بوتين أضعف.
قد يُهمك ايضـــــًا :
أرسل تعليقك