بيروت-لبنان اليوم
يستعد رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، لمواجهة حملة اعتراضات عنيفة في المؤتمر العام للتيار البرتقالي الذي من المفترض أن يُعقد في 14 مارس/ آذار المقبل والذي يوافق ذكرى إعلان الرئيس ميشال عون حرب التحرير على الجيش السوري عندما كان رئيسا للحكومة الانتقالية العسكرية عام 1989.
وكان من المفترض أن يخرج كثير من الغاضبين على نهج باسيل عن صمتهم حيال سلوكه السياسي وتفرده بالقرارات وكان آخرها تعيين نائبين جديدين له سيباشران مهامهما اعتبارًا من اليوم الاثنين وهما الوزير السابق طارق الخطيب (نائب الرئيس للشؤون الوطنية) ومدير مكتب باسيل السابق منصور فاضل (نائب الرئيس لشؤون الشباب).
لا شك في أن باسيل سيدخل إلى المؤتمر العام هذه المرة مثقلا بالمشاكل التنظيمية والسياسية. على الصعيد الداخلي، تشير المعلومات إلى أن هناك اضطهاد للمناوئين لباسيل وصولا إلى طردهم من التيار والتضييق عليهم في وظائفهم، وهذا ما عبرت عنه إحدى السيدات في لقاء خاص جمع بعض الكوادر العونية مع العميد شامل روكز، حيث أكدت "أنها صُرفت من وظيفتها لأنها محسوبة فقط على روكز وهي تستعد اليوم للهجرة".
قد يكون هذا الموضوع العنوان الرئيسي للمؤتمر العام، حيث من المفترض أن يواجه المعارضون باسيل بحالات عدة من هذا النوع، فضلا عن مناقشته في سلوكه لجهة التفرد في القرارات الداخلية، أو في التعاطي مع التيارات السياسية الأخرى، حيث لا يخفي كثير من المعارضين بأن "التيار الذي كان عابرا للطوائف تحول في ظل رئاسة باسيل إلى تيار منغلق على نفسه وبات على خصومة مع تيارات سياسية تمتلك التمثيل الأوسع ضمن طوائفها".
وعلى الصعيد السياسي، فالمؤتمر العام ينعقد في ظل علاقات متوترة جدا بين التيار البرتقالي وأكثرية الأحزاب السياسية، وذلك بفعل سلوك باسيل الذي يتحدث كثيرون عن التداعيات التي نتجت عنه، حيث لم يعد لباسيل "صاحب" سوى حزب الله الذي لا يتوانى عن تمرير بعض الإشارات السلبية بين الحين والآخر تجاهه، في حين أن العلاقة في أسوأ حالاتها مع الرئيس سعد الحريري بعد سقوط التسوية الرئاسية والسجال الذي أعقب ذكرى 14 فبراير/ شباط، والتوتر قائم على جبهة ميرنا الشالوحي ـ معراب خصوصا بعدما بدأ سمير جعجع يسمي الأشياء المتعلقة بباسيل بأسمائها، والتواصل ليس على ما يرام بين "صهر العهد" والرئيس نبيه بري الذي ينتقده علنا لا سيما في ملف الكهرباء، في حين ينشط القصف السياسي بين باسيل والحزب التقدمي الاشتراكي وهو كاد أكثر من مرة أن ينفجر في الشارع لولا التدخل السريع من وليد جنبلاط ونواب اللقاء الديمقراطي.
لم يكتف باسيل بهذا القدر من الخصومات، ففتح جبهة جديدة مؤخرًا على حاكم مصرف لبنان التي رأى متابعون لها أن “صهر العهد” يسعى من خلال استهداف الحاكم إلى ضرب عصفورين بحجر واحد، الأول لجهة إقالته من منصبه وتعيين شخص محسوب عليه حيث يتداول اسم وزير الاقتصاد السابق منصور بطيش، والثاني لجهة قطع طريق رئاسة الجمهورية على رياض سلامة في إطار حملة باسيل المستمرة على كل المرشحين لهذا المنصب.
يدرك باسيل أنه مرفوض شعبيا من السواد الأعظم من الشعب اللبناني، وأنه كان القاسم المشترك الذي جمع بين كل ساحات الثورة بالانتقادات والاتهامات والشتائم، كما يدرك أن كل هذه الجبهات المفتوحة من شأنها أن تضعف موقفه في المؤتمر العام في ظل اتساع رقعة المعارضة الداخلية له، لذلك فإنه يعكف اليوم وبحسب المعلومات على إعداد ورقة سياسية تحاكي كل هذه الخصومات والمواجهات لطرحها على المؤتمر وتجييرها لمصلحته، متحصنا بوزراء ونواب وقيادات التيار البرتقالي لتمرير المؤتمر العام بأقل الخسائر الممكنة.
قد يهمك أيضا:
جبران باسيل يستعين بتجربة أردوغان بشأن النازحين
باسيل يواجه الحاكم "الأصلي والظل"وخصومه غير مقتنعين
أرسل تعليقك